"الفركشة بارتى".. حفلات للبنات فقط لكسر "القُلة" وراء "كسرة القلب".. والفضفضة عن العلاقات الفاشلة والاحتفال بالحرية.. الهدايا مفتوحة من "الشيكولاتة" لـ"كتاب النسيان"

"فيه بارتى قريب هتتعمل بمناسبة فركشة بنت من خطيبها.. الحضور للبنات وبس.. اللى حابة تيجى وتجيب هدية معاها فالقلة هى الهدية المناسبة".. بهذه البساطة دعت فتاة صديقاتها لمساندة صديقة أخرى لها، قد لا يعرفنها لكن يعرفن تمامًا الوجع الذى تعانيه بعد تجربة عاطفية فاشلة كان الانفصال نهايتها الحتمية، هذا الحدث الذى يستقبله الكثيرون بالحزن والبكاء يفضل البعض أن ينظرون لجانبه الإيجابى ويحتفلون بالانفصال باعتباره إعلان نهاية علاقة مزعجة أو على الأقل متعبة.

"الفركشة بارتى" لم تعد مجرد نكتة ولكنها تحدث من وقتٍ لآخر خاصة بين الفتيات كطريقة للتعبير عن دعمهن لصديقة فى مواجهة "كسرة القلب"، وعنها تحكى "فهيمة محمود" التى نظمت قبل شهور حفلة من هذا النوع لصديقتها "هى باختصار قعدة بنات، مليانة ضحك وحكاوى عن علاقات سابقة فشلت ونجحنا فى الوقوف بعدها، كلامنا بيكون هدفه دعم البنت بنحكى لها إزاى قدرنا نكون أحسن بعد الفراق، وإزاى كانوا الرجالة عقبة فى حياتنا وعطلونا وأحبطونا أما الهدايا فمفتوحة، لو البنت مثلاً تحب القراءة نهديها كتب، وغالبًا ما نهديها كتاب "نسيان.كوم"، البعض أحضر "بيبى دول" وأخريات أهدوها شيكولاتة وعزمناها على الغداء".

أما "أسماء ياسر" فلها تجربة مختلفة مع "حفلات الفركشة" وتقول "أنا عملتها أونلاين، كان وقتها الفيسبوك لسه جديد وفى زهوته، وموضوع الجروبات كان لسه جديد والناس قريبة أوى من بعض، وقتها اتخطبت لشخص "صالوناتى"، وكنت أحكى على "الجروب" معاناتى معه والبنات كن متعاطفات معى جدًا، فى يوم نجحت فى إنهاء هذا الارتباط، كتبت لهم فى رسالة "أنا فركشت يا بناااااااات" الكل ضحك وفرح لى وقرروا أن يقيموا لى حفلة على "الجروب". أما عن طبيعة الحفل فتقول "الكل كتب لى مبروك وبدأوا يذكرونى بمواقف سخيفة معه ويسخروا من الموضوع، وهذا الحفل أهدانى أقرب صديقتين لى منذ ذلك اليوم وأصبحتا أقرب لى من أصدقاء كثيرين عرفتهم من العمل أو الكلية".

نوع آخر من حفلات الفركشة تحكى عنه "هاجر سعيد" وتقول "إحنا عملنا لصاحبتنا حفلة فركشة مفاجأة"، وتكشف التفاصيل "تجمعنا كلنا من دون أن نخبرها وأحضرنا لها هدايا مختلفة، لنقول لها "فركشة سعيدة" لأنها كانت مرتبطة بشخص نعرفه ونعرف أنه غير جاد وهى فتاة جيدة جدًا".

ورغم أن "هاجر" تعتقد أن هذه الحفلة "مسكن مؤقت" إلا إنها تؤمن بأنها ساعدت البنت كثيرًا على الثبات على قرارها، وتقول "رغم إنى شخصيًا فى موقف مشابه لن أحب الحفلة، بل على العكس أحب أن أعطى الحزن حقه لكن أعتقد أنها كانت مهمة لتثبتها على قرارها، لكن بالطبع لن تجعلها تنساه لو كانت تحبه فعلاً "ولا ألف حفلة".

وكشاهد عن "بعد" يحكى "أحمد سو" عن حفل "فركشة" حضره بشكل غير مباشر يقول "كنت فى كافيه وكان فى حفلة عاملينها شلة كلهم بنات، كانوا واخدين ركن مخصوص وبيرقصوا ويضحكوا ومشغلين أغانى "شيرين" وبعدين فوجئت إنهم جابوا تورتة لونها أسود ومكتوب عليها just divorced، والحقيقة إن الحفلة كانت ممتعة جدًا حتى بالنسبة لى كمتفرج".