كرم جبر

كاد المعلم أن يكون «ملطشة»!

الجمعة، 02 أكتوبر 2015 09:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«أهالى طالبة يقتحمون مدرسة اليسر بالجيزة ويعتدون على معلمة بالضرب.. ويهددون: «هنكمل على الباقى بكرة».. وهكذا أحوال التعليم فى مصر من الفشل إلى التردى، والمعلم الذى «كاد أن يكون رسولا»، فقد هويته وشخصيته واحترامه، والتلاميذ يعتدون عليه، وتكون النتيجة انهيار المنظومة الكبرى التى تبنى عليها الأمم نهضتها وتقدمها، وانتشار الجهل والأمية والغش، فمصر هى الدولة الوحيدة فى العالم، التى يحصل فيها ربع طلاب الثانوية العامة على %100، ونصفهم على أكثر من %90، ومصر من الدول الفريدة التى تتفشى فيها الدروس الخصوصية، وباءت كل جهود القضاء عليها بالفشل الذريع، علاوة على أمراض أخرى متفشية، تحتم الإسراع بتحقيق إصلاح شامل، إذا أرادت البلاد أن تنهض وتتقدم.

العيب فى النظام التعليمى وليس الطالب أو المدرس، والدليل أن كثيرا من الطلبة ينبغون ويتفوقون، إذا أتيحت لهم فرصة تعليم فى الخارج أو فى الجامعات الخاصة، والمدرس المصرى كانت له سمعة رائعة، وكان العمود الفقرى فى الدول العربية فى السبعينيات والثمانينيات، وكانت الدول تتسابق للحصول عى خدماته، وكان سفيرا فوق العادة، وشرّف بلاده أينما ذهب، ولكن نظرا للزيادة السكانية الرهيبة، اهتمت الدولة فى العهود السابقة ببناء المدارس وهدمت المعلم، وحرصت على توفير المقاعد والكتب المدرسية، وأهملت الإنفاق على الإنسان الذى هو أساس العملية التعليمية، فكانت النتيجة تغلغل الإهمال والفساد والتطرف بين المدرسين، وأصبح طوق الإنقاذ ليعيشوا حياة كريمة، هو الدروس الخصوصية، وهى التى كسرت كرامة المعلم أمام الطالب وأولياء الأمور الذين يدفعون له.

لن تنهض مصر ولن تتقدم، إلا إذا نسفت أمراض النظام التعليم الحالى وأعدت إستراتيجية شاملة للنهوض تكون سياسة دولة لا تتغير ولا تتبدل مع كل حكومة أو وزير جديد، وكفانا أسلوب فئران التجارب، الذى جرى فى نظام الثانوية العامة عدة مرات، فالاحترام لن يعود للمدرسة والمعلم، إلا إذا احترمت الدولة التعليم وجعلته فوق كل الأولويات، وإذا حدث ذلك فلن تجد بلطجية يعتدون على مدرسة فى الفصل ويمزقون ملابسها، وستختفى ظاهرة الغش الجماعى بالموبايل والميكروفونات.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة