حزب الكنبة الرقم الصعب فى انتخابات البرلمان..خيارهم «الحياة على هامش المشهد».. وينتمون لفئات وشرائح اجتماعية مختلفة.. وإعادة تشكيل وعيهم يتطلب تكاتف مؤسسات الدولة والأحزاب

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015 01:25 م
حزب الكنبة الرقم الصعب فى انتخابات البرلمان..خيارهم «الحياة على هامش المشهد».. وينتمون لفئات وشرائح اجتماعية مختلفة.. وإعادة تشكيل وعيهم يتطلب تكاتف مؤسسات الدولة والأحزاب انتخابات مجلس النواب
تحليل يكتبه : السيد شحتة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اليوم السابع -10 -2015

نقلا عن العدد اليومى


أعدادهم تقدر بالملايين وخيارهم «الحياة على الهامش»، وبعيدا عن المشهد العام ولهذا فإنهم عازفون باستمرار عن المشاركة بإيجابية فى أى حدث عام، وهم على قناعة تامة بأنه ليس فى الإبداع أفضل من الجلوس فى الظل واعتزال الشأن العام فى جميع الأحداث الصغيرة والكبيرة.

حينما تتحدث إليهم ستجد لديهم مبررا لكل شىء «فالمشى جنب الحيط» واقع يومى وليس شعارا، ومهما فعلت فلن يتغير من الأمر شىء، كما أن الأمور ستمضى حتما كما هو مخطط له، فليس لنا من الأمر شىء، وهم يرون دائما أنه ليس بإمكان المواطن أن يقنع الحكومة بتغيير أى من تصرفاتها فهى دائما على حق، حتى لو لم يكونوا مقتنعين من داخلهم بهذا الأمر.

حزب الكنبة حاضر على الدوام فى مصر، فهو موجود فى عهد مبارك كما أن حضوره تم تسجيله بعد ثورة 25 يناير وحتى اليوم، فإنه ليس هناك أى دليل على اختفاء هذا الحزب أو تراجع أعداد مؤيديه المنتشرة فى طول البلاد وعرضها، والتى تصر على الإعلان عن نفسها فى كل استحقاق انتخابى، وهو ما يتجلى بوضوح من خلال الأرقام الخاصة بنسب المشاركة، والتى تشير دوما إلى أن هناك قطاعا كبيرا من الشعب اختار أن يبقى بعيدا عن المشاركة فى اتخاذ القرار.

كثيرة ومتنوعة هى الأسباب التى أفرزت ظاهرة حزب الكنبة فمنها غياب الوعى السياسى، وعدم نجاح أساليب التنشئة الاجتماعية والسياسية فى تحقيق الأهداف الخاصة بها، علاوة على موروث عدم الثقة المترسخ لدى قطاعات واسعة من الجماهير تجاه ما تقوم به السلطة أيا كان نوعها، فهم يرون دائما أن الحكومة أيا كانت تتحكم فى القرار، ولا تترك للمواطنين أى مساحة للفعل، وأن دورهم أن يكونوا جزءا ديكوريا من المشهد.

حل المشكلة يبدأ من التعرف عليها وتحديد حجمها بدقة، وهو ما يحتاج إلى دراسة تفصيلية معمقة من قبل عدد من الخبراء لهذه الظاهرة وتحديد نقاط الانتشار والتمركز الجغرافى لأعضاء الحزب وأهم الشرائح الاجتماعية التى ينتمون إليها، ومدى الارتباط بين الانتماء لهذا الحزب والمستوى التعليمى، وما الدور الذى يجب أن تقوم به وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة فى القضاء على هذه الظاهرة.
وجود حزب الكنبة ليس حكرا على مصر فهو موجود بأشكال أخرى فى عدد من دول العالم، ولكن بأعداد وأشكال أقل، وبصورة عامة علينا أن نعترف أن وجود الملايين ضمن هذا الحزب هو دليل على فشل جميع الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة فى اجتذابهم إليها وإقناعهم ببرامجها المختلفة، وهو ما يعيدنا للتساؤل مرة أخرى عن الوقت الذى يمكن أن نعيد فيه تقييم تجربة الحياة الحزبية فى مصر فى ظل المفارقة الكبيرة التى نعيشها اليوم، والتى تكشف عن عزوف شريحة كبيرة من المصريين عن المشاركة فى الحياة السياسية بأى صورة من الصور فى الوقت الذى يوجد لدينا كل هذا العدد الضخم من الأحزاب الذى يجد الكثيرون منا صعوبة فى إحصائه.

فى فهم حزب الكنبة يجب أن ندرك أنه ليس مع أحد، وليس ضد آخر، فعزوفه عن المشاركة ليس فى الضرورة اقتناعا بدعوات عدم المشاركة، وليس فى الوقت نفسه تعبيرا عن انضمامه لصفوف المعارضة، فأعضاء الحزب على الدوام كل تصرفات السلطة أيا كان نوعها فهم دائما على قناعة بأن الحياة على الهامش أفضل كثيرا.

إعادة بناء جسور الثقة وغرس قيمة المواطنة وحب الوطن فى نفوس أعضاء حزب الأغلبية ضرورة ملحة ومدخل طبيعى لحل المشكلة، وإعادة هذه الأعداد الكبيرة من المواطنين لصفوف الجماهير الفاعلة مرة أخرى.
اليوم السابع -10 -2015









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد المغربى

للاسف لم تفهم المشهد جيدا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة