"فولتير".. فيلسوف عصر التنوير والجاسوس الذى ظل فى ظلمات الأدراج قرون عديدة

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015 11:22 م
"فولتير".. فيلسوف عصر التنوير والجاسوس الذى ظل فى ظلمات الأدراج قرون عديدة فولتير
كتبت مريم كشك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالتأكيد قد سمعت من قبل عن الكاتب الشهير "فولتير"...الفيلسوف الذى يعتبره الفرنسيون رمزاً وطنياً، فهو الفيلسوف العملاق الذى ذاع صيته فى العالم بفضل أعماله التاريخية الخالدة وإبداعاته الأدبية والفكرية العميقة والمتنوعة، التى نستطيع أن نفرد مجلدات لنتحدث عنها ونحلل متونها ومضامينها تحليلا أدبيا ونقديا وفلسفيا يليق بكاتبها العظيم، ولكن سيعتريك الدهشة حين تعرف ان هذا الفيسلوف الشهير المٌلقب بـ "فيسلوف عصر التنوير" والقامة الأدبية القيمة، هو واحداً من الذين انخرطوا فى دوائر التجسس مع رجال المخابرات الأجنبية من أجل الحصول على مورد مالى إضافى مقابل جمع بعض المعلومات والوثائق السرية، بحسب ما جاء فى موقع history.

اليوم السابع -10 -2015


ولكن قبل أن تعرف قصة "فولتير" مع التجسس عليك أن تعرف أولاً بعض التفاصيل التى ستساعدك فى رسم الشخصية وإظهار ملامحها، إذ تبرأ الفيلسوف من اسمه وتخلى عن اسم أبيه، حين كان يحاول تثبيطه عن العمل الأدبى وإجباره على العمل المهنى فى المحاماه، ولذلك لم يكن اسم "فولتير" هو اسمه الحقيقى من الأساس ولكنه اتخذه اسماً مستعاراً، عندما قرر ان يتبرأ من اسم عائلته ومن ماضيه.

اليوم السابع -10 -2015


بدأت قصة "فولتير" مع التجسس حين كان يبحث عن كسب العديد من المال الإضافي، فعمل فترة قصيرة جاسوساً، حيث انخرط فى الجاسوسية من خلال وساطة سالمون ليفي، الجاسوس المزدوج لكل من فرنسا والنمسا، حيث قام الفيلسوف الفرنسى الشهير "فولتير" بتقديم خدماته إلى رئيس الوزراء "الكاردينال دوبوا" ولكنه لم يحصل على جواب لتقديم خدماته إلا بعد مرور عشرين عاما، -أى أثناء حرب الخلافة فى النمسا-، حين استلم رسالة تُكلفه بتنفيذ مجموعة من الأوامر، منها جمع مجموعة من المعلومات السرية فى برلين، بالإضافة الى الحصول على عدد من الوثائق الهامة وتقديمها إلى فيرساي، مقابل دفع مبلغ مالى سخي، -مما سمح له -، الخبر الذى شكل صدمة كبيرة بالنسبة للفرنسيين لأنهم كانوا يعتبرونه رمزهم الوطنى وفيلسوفهم الملهم.

اليوم السابع -10 -2015


ولد "فولتير" يوم 21 نوفمبر عام 1694 فى باريس.. ومارس الأعمال الأدبية لأكثر من 60 عام، حتى تركت أعماله وأفكاره أثراً هاماً فى مفكّرين جيله ولٌقب بـ"فيسلوف عصر التنوير".

كان فولتير يمضى ما يقرب من 18 ساعة يومياً فى الكتابة، حيث كتب أكثر من 50 مسرحية، والعديد من الكتب التاريخية التى تحوى معلومات عن كل شيء؛ بدءاً بالإمبراطورية الروسية إلى البرلمان الفرنسى بالإضافة الى عشرات الأطروحات عن العلوم والسياسة والفلسفة، كما كتب أكثر من 20 ألف من الخطابات إلى أصدقائه ومعاصريه فى ذلك الوقت.

اليوم السابع -10 -2015

"إنى أخالفك الرأي، لكنى مستعد للدفاع حتى الموت عن حقك فى إبدائه"...احدى اشهر أقوال الفيلسوف والكاتب الفرنسى الشهير "فولتير".. الأيقونة اللامعة فى الأدب الفرنسى والفلسفة بشكل عام، حيث تميز "فولتير" بذكائه الأدبى القريب من السخرية وأفكاره الاستفزازية المتعلقة بالدين، فطُبع الجدل على أعمالة وآرائه، وملأ الدنيا ضجيجًا لرفضه كل القيم والأعراف السائدة، حتى أشتهر بطريقته الاستفزازية وعدم قدرته على كبح جماح لسانه فى كتاباته، مما أوقع به ذلك فى الكثير من المشكلات مع السلطات الفرنسية والتى سجن على اثرها عده مرات، منهم 11 شهراً خلف القضبان، والتى عبر عنها انها كانت فترة نافعة فتحت له افاق التفكير بهدوء.

وعلى هذا تعرض "فولتير" الى حظر كميات كبيرة من أعماله، حتى أن الحكومة الفرنسية كانت تطلب كتب معينة لتحرقها، إلا أن الكثير من أعمال فولتير تمت كتابتها فى الخارج للتهرب من هذه الرقابة وحتى وصل به الامر فى بعض الأحيان الى نشر كثير من مؤلفاته تحت أسماء مستعارة.

فى عام 1729 شكّل "فولتير" فريقاً مع عالم الرياضيات الفرنسى " شارل مارى دو لا كوندامين" وأشخاص آخرين ليستغلوا ثغرة مربحة فى اليانصيب الوطنى الفرنسي، حيث كانت المدفوعات أكبر من قيمة كل البطاقات، والتى حققوا على اثرها مكاسب هائلة قد وصلت الى قرابة مليون فرنك فرنسي.

وعلى ذلك قرر "فولتير" أن يعيش ما تبقى من حياته فى سويسرا، وأن يفرّع باقى حياته لمواصلة مسيرته الأدبية، حيث استقر هناك عشرون عاماً، وأقام مشروع تجارى ناجح لصناعة الساعات فى أواخر عمره فى مدينة "فيرني" بسويسرا مع مجموعة من السويسريين، حيث كان "فولتير" الممول والمدير وأصبحت الساعات التى أنتجها مشروعه منافسة لأفضل شركات صناعة الساعات فى أوروبا فى ذلك الوقت.

عاش فولتير عازبا، فلم يتزوج ولم ينجب أطفالاً، وفى عام 1778 عاد فولتير لأول مرة منذ عشرين عامًا إلى باريس ليشهد افتتاح آخر أعماله التراجيدية وهى مسرحية "إيرني"، فسافر لمدة خمسة أيام، وكان يناهز الثالثة والثمانين من عمره حتى توفى بعد شهور قليلة من العرض المسرحي.

وفى لحظات احتضاره زاره مجموعة من القساوسة المسئولون بالكنيسة الكاثوليكية على امل اقناعه بالتراجع عن اراءه وجعله يعترف بخطاياه على فراش الموت وطلبوا منه أن يتبرأ من الشيطان ويعود إلى إيمانه بالله، -حيث كان فى معظم الاوقات ناقدا للدين المنظم- فقال "لا وقت لدى الآن لأكتسب المزيد من العداوات، كرمى لله، دعونى أرقد فى سلام"، فقام اصدقاؤه بدفن جثمانه سرًا فى إحدى الكنائس الكبيرة فى مقاطعة شامباين.



موضوعات متعلقة..


وزير الآثار يفتتح معرض الأسبانى جى أولاسو ويؤكد:يعد توثيقا لمنطقة القرنة










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة