قل عن دائرة الدقى والعجوزة ما شئت، أنت حر، لكن لابد لك أن تنحى مشاعرك جانبًا، وتحشد كل أدوات تركيزك، وتشن حملة استفزاز كبرى لعقلك، وتستعين بكل أدوات المنطق لتعرف ما هى أسباب اكتساح الإعلامى عبدالرحيم على وفوزه بالمقعد البرلمانى من الجولة الأولى، وتقدم المحامى وعضو مجلس إدارة نادى الزمالك أحمد مرتضى منصور، وتراجع دراماتيكى للمحلل والخبير الاستراتيجى والإعلامى الدكتور عمرو الشوبكى، ثم تهديده بالانسحاب، من سباق جولة الإعادة، بجانب انهيار شعبية سيد جوهر أحد أبرز وجوه الحرس القديم للحزب الوطنى!
أولى الحقائق، إقرار أن دائرة الدقى والعجوزة محسوبة على المناطق الراقية، ويقطنها أبناء الطبقة الوسطى المتعلمة بشكل جيد والمثقفة، الذين يرتكنون دائما إلى الدولة الوطنية، ولا يؤثر فيهم لا زيت ولا سكر ولا أى نوع من أنواع «الرشاوى» الانتخابية، اللهم إلا فى بعض الأحياء العشوائية التابعة إداريا للدائرة.
الحقيقة الثانية، أن أهالى الدائرة لديهم مرارة كبيرة من عمرو الشوبكى، فقد اختاروه فى انتخابات برلمان الإخوان 2012، وفاز باكتساح، بالرغم من محاولة البعض التشكيك بأن ثمة صفقة تمت بينه وبين جماعة الإخوان، بعدم مزاحمته وترك المقعد له، لأن ومنذ اليوم الأول من فوزه لم يظهر فى الدائرة مرة واحدة وكأنه «فص ملح وداب»، واكتفى فقط بالتفرغ للظهور الإعلامى عبر برامج التوك شو بالفضائيات المختلفة، يتحدث كخبير استيراتيجى ومحلل سياسى عن الشيفونية، والميكافيلية، والبرجوازية، ويخوض سباقا مريرا مع عدد من الخبراء الاستراتيجيين، عمرو حمزاوى ومعتز عبدالفتاح ووحيد عبدالمجيد، وآخرين لتدشين أكبر قدر من المصطلحات، ومحاولة ظهور كل منهم بأنه الوحيد الذى يملك الحقوق الحصرية للفهم والتحليل السياسى.
هذه المنافسة، أدت إلى انزلاق عمرو الشوبكى، وباقى المتنافسين، فى دائرة شباب القوى الاحتجاجية التى كانت تهاجم بضراوة معظم المؤسسات الرسمية وفى القلب منها القوات المسلحة، فخسر هؤلاء جميعا تعاطف معظم الشعب المصرى، مع التسليم بأن عمرو الشوبكى تراجع، وسلك نهج الاعتدال، إلا أن مواقفه السابقة كانت سببا فى انهيار شعبيته، وابتعاد الناس عنه.
الحقيقة الثالثة، أهالى دائرة الدقى والعجوزة، ونظرًا لارتكانهم ودعمهم للدولة الوطنية، ساندوا بقوة عمرو الشوبكى فى انتخابات 2012، ليس قناعة وحبا فيه، ولكن كراهية فى الإخوان، وإدراكهم، كونهم من الطبقة المتعلمة المثقفة الواعية، أن جماعة الإخوان خطر داهم على مصر
الحقيقة الرابعة، أن أهالى الدقى والعجوزة، لو كانوا عبيد البيادة، وفلولا، ولديهم حنين لنظام مبارك والحزب الوطنى، لماذا لم يختاروا سيد جوهر أحد أبرز الوجوه القديمة والقيادى بالحزب الوطنى؟
الحقيقة الخامسة، عبدالرحيم على، وأحمد مرتضى منصور، سواء اختلفت معهما أو اتفقت، فخطهما واضح، دون أى التباس، وموقفهما ثابت، فهما داعمان قويان لمؤسسات الدولة خاصة القوات المسلحة، والشرطة والقضاء، وضد كل توجهات ثورة 25 يناير، ويؤمنان بأن أهدافها جلبت الوبال للبلاد من فوضى عارمة، والدفع بجماعات متطرفة وظلامية للسيطرة على الحكم، وهذه رؤيتهما، التى لاقت قبولاً كبيرًا فى الشارع بدليل أن الأول نجح من الجولة الأولى، وأحمد مرتضى حصل على المركز الثانى.
إذن، هناك قطاع عريض كفر بالشعارات السياسية الرنانة، وتجارة الكلام المنمق والجميل والمدهش، الذى لا يسمن أو يغنى من جوع، بجانب أنهم كفروا بنتائج ثورة 25 يناير، ومن يتحدثون باسمها، واتهامهم بأنهم كانوا السبب الرئيسى فى تمكين جماعات التطرّف من الحكم، وما استتبع ذلك من كوارث تدفع ثمنها البلاد غاليًا حتى الآن من أمنها واستقرارها واستنزاف مواردها.
سيدى الناشط والمتحذلق وخبير القلووظ والفاهم الوحيد فى كل شىء، علوم الذرة والعلوم العسكرية والسياسية والاقتصادية والبورصة والفلك والميتافيزيقيا والكيمياء والفلسفة وعلم النفس وكرة القدم والفن، (عايز) تصدق هذه الحقائق، أهلا وسهلا، (عايز) ترفضها وتركلها بقدمك غضبا وسخطا، أنت حر، لكن لابد لك من الاعتراف بأن عبدالرحيم على أصبح عضوا بالبرلمان، ولا يجب عليك أن تتهم من انتخبوه بالجهل والتخلف، وعبيد البيادة، لأن، يا متحذلق، هؤلاء يرون أيضا أنك متآمر، لذلك أنصحك بدراسة الحالة، وانزل خاطب الناس وناقشهم، بدلا من جلوسك خلف الكيبوورد وتوزيع أنصبة الاتهامات، بأن فلانا مطبلاتى، وعلانا منافق للسلطة، وكأن أصل الأشياء السير وراء أفكار حضرتك، والاقتناع بمواقفك!
دندراوى الهوارى
لماذا فاز عبدالرحيم على.. وتقدم أحمد مرتضى.. وانهار عمرو الشوبكى؟!
الخميس، 22 أكتوبر 2015 12:00 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة