وكان المعترضون، قدموا عريضة بالعربية والألمانية، موجهة إلى أعضاء تحكيم الجائزة، طالبوا فيها بسحب ترشيح أدونيس للجائزة، لكونه يقف على النقيض من أهداف وفكرة الجائزة، وأن قرار منح الجائزة لأدونيس صفعة فى وجه كل ديمقراطى سورى محبّ للسلام.
أودونيس، بحسب العريضة، لم ينتقد أو يستنكر الديكتاتورية فى سوريا، ولم يبد أى تعاطف مع ثورة شعبه ضد ظلم دام خمسين عاماً.
وقال المعترضون "أدونيس ليس بالمرشح الملائم لاستلام جائزتكم"، مضيفين "الذى يدعى رفض العنف، وقف بكل صراحة إلى جانب الديكتاتور بشار الأسد، الذى يقتل شعبه بلا هوادة منذ أربعة أعوام".
لكن اللجنة مصرة حتى الآن على منح الجائزة للشاعر السورى "أدونيس" والذى كان فوزه مفاجأة للجميع وهى جائزة تحمل اسم الأديب الألمانى الراحل "إيريك ماريا ريمارك" المعروف برواياته حول السلام وتجسيم فظائع الحروب والديكتاتوريات، حيث منح محكّمو الجائزة لوجه عربى يرونه معبرا عما يتخيلوه عن "مثقفى الشرق" العربى فقلبوا فى أوراقهم ولم يعثروا سوى عن شاعر يملك موقفا ملتبسا من قضايا وطنه.
هذه اللجنة قررت منح هذه الجائزة والتى تبلغ قيمتها 25 ألف يورو (نحو 28 ألف دولار) هذه السنة لعلى أحمد سعيد المعروف "بأدونيس"؛ "تقديرا لإسهاماته بفصل الدين عن الدولة ومساواة النساء فى العالم العربى وتنوير المجتمعات العربية".
فى بلد تشتعل فيها الحروب ويضيع فيها قليلو الحيلة والفقراء والمعذبون فى سوريا التى ينتمى إليها أدونيس، ما زال "الغربيون" يرون أن مفهوم "السلام" هو "فصل الدين عن الدولة" لا يعرفون أن ذلك من "زائد القول الآن" إنما يكون السلام بإيقاف أنهار الدم الحرام المتدفقة ليلا ونهارا، وبتوفير القليل من مقومات الحياة، ولا يكون السلام هو المساواة بين الرجل والمرأة لأن ذلك يكون بعد توفير القدرة على "الحياة" أولا لكل منهما، فهنا الرجل والمرأة معا لا تتوفر لديهما سبل الأمان الأولى حتى نحدثهم عن "المساواة والاختلاف" والثالثة هى "تنوير المجتمعات العربية" وهى جملة عامة لم يكن لـ"أدونيس" فيها سوى محاربة التغيير الذى أراده الشعب السورى، ولو كان أدونيس وأمثاله من المفكرين والمثقفين والفنانين وقفوا بجانب شعوبهم فى بداية الخروج على نظام "الأسد" لكان الحال غير الحال، وما وجد المتظاهرون أنفسهم فى هذا "التوهان" و"الضياع" اللذين يحدثان الآن وربما لم يكن "العنف" المتبادل هو المسيطر، لكنه لما تم تفريغ هذه الثورة من المثقفين والمبدعين عرف "شيطان الحرب" الطريق إلى هذه الأرض.
وليت اللجنة قالت ذلك وصمتت، لكنها أضافت أن" تكريم الشاعر السورى "أدونيس" يهدف " إلى تسليط الضوء على إشكاليات النزاع السورى بشكل معمق وعلى إمكانيات حله، وقضية مسئولية وتأثير دول أخرى فيه"، قالت اللجنة ذلك مع أن أدونيس لم يقل شيئا ذا بال فى صالح الثورة السورية، أدانها ووقف متفرجا، لا قتل أرقه ولا خروج أثاره، فـ"أدونيس" لم يدن الدم ولم يقل مقولة حق فى وجه حاكم ظالم، ظل موقفه ملتبسا من الثورة ومن التمرد على الحكام.
هذا الإعلان الذى يشبه الحادث المروع لأنه يعكس طريقة التفكير المحيطة بنا، تتجاوز فكرة"وجهة النظر" أو هكذا الجوائز لا تذهب لمن يستحقها، وتضعنا وجها لوجه أمام أنفسنا، لندرك أن الغرب يعرف "المشهورين" منا، حتى وإن كانت ألمانيا فتحت الباب للاجئين فذلك من باب الشو الإعلامى فهى لا تعرف غير "أدونيس" وأمثاله وتمنحهم جوائز لا علاقة لهم بها.
من الممكن لـ"أدونيس" أن يحصل على أكبر جائزة فى "الشعر" ليحصل على "نوبل" فى الآداب، هذا إن رأى مانحوها أنه يستحقها، ولكن أن يحصل على جائزة السلام حتى ولو من مدينة ألمانية، فهذا يعكس سوء الرؤية الغربية لنا، لا يعرفون عنا سوى "من يطنطنون" بقضايا شائكة، وسوى من يشككون فى هويتنا، وسوى من يتحدثون فى "الحواشى" على الرغم من حضور"المتن".
موضوعات متعلقة..
مثقفون ينتقدون فوز أدونيس بجائزة ألمانية للسلام
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة