يوسف أيوب

أسبوع الحسم فى سوريا

الجمعة، 23 أكتوبر 2015 10:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا الأسبوع يمكن اعتباره أسبوع بداية الحسم للأزمة السورية، بعد أن بدأت التحركات السياسية الروسية تأخذ شكلاً جديداً لا يعتمد على المعارضة الروسية فقط، وإنما التباحث مع الدول ذات التأثير على الأزمة، وكانت البداية باستقبال فلاديمير بوتين الرئيس السورى بشار الأسد فى زيارة سرية قام بها الأسد لموسكو، ولم يعلن عنها إلا بعد انتهائها.

الروس فى الوقت الراهن يعتمدون على ما حققوه من نجاحات عسكرية على الأرض بإجبارهم تنظيم داعش وبقية التنظيمات الإرهابية فى سوريا على التراجع بعد الضربات العسكرية الروسية المتتالية، لذلك فإنهم يتحركون من موقع قوة، وبخلاف ذلك فإنهم ليسوا بعيدين عن التنسيق مع الدول المعنية بالوضع فى سوريا، فالاتصالات لا تنقطع بين الكرملين والقاهرة والرياض، ودخلت مؤخراً أنقرة وواشنطن على الخط، ومعهما بالطبع طهران.

موسكو تسير حالياً فى اتجاه العمل على تسوية الأزمة السورية عبر السبل السياسية، بعد أن تحقق هدفها

الأساسى الذى تساندها فيه عواصم مهمة بالمنطقة، وهو القضاء على «المجموعات المتطرفة»، ويبدو من تصريحات وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو التى قال فيها: «إن روسيا تنوى مواصلة تقديم المساعدة للسلطات الشرعية بسوريا لمحاربة «داعش» وخلق شروط لتسوية النزاع فى البلاد، وأن روسيا لا يمكن أن تسمح بتفاقم «التهديد الإرهابى»، وانتشاره على أراضى روسيا وحلفائها». ستكون خطة العمل الروسية من الآن فصاعداً. فهى تسير وفق اتجاهين، الأول هو استمرار المواجهات العسكرية، بالإضافة إلى فتح قنوات اتصال سياسية ودبلوماسية للتوصل إلى حل لا يكون بعيداً عن الأسد، خاصة إذا طالعنا ما بثته وكالة الأنباء السورية عن لقاء الأسد وبوتين، حيث أشارت إلى «أن الرئيسين أكدا بأن الكلمة الحاسمة فيما يتعلق بمستقبل سوريا «يجب أن تكون بلا أدنى شك للشعب السورى»، ونقلت عن الأسد قوله: «إن ما وصفه بـ«الإرهاب» يشكل عائقا أمام «الحل السياسى».

والحل السياسى فى سوريا سيكون متأثراً أيضاً بالثقة التى ظهرت على بشار الأسد، فهو لأول مرة يشعر بالأمان فى أن يغادر دمشق منذ بدء الأزمة فى 2011 دون أن يخشى العودة أو حتى التعرض لمشاكل قد تؤدى إلى تغيرات فى بنية الحكم بسوريا، وهو ما يؤكد أن القبضة تعود تدريجياً للأسد على الأرض، وأنه أصبح متحكما فى نقاط قوة كثيرة داخل سوريا، تجعله فى وضع أفضل مما كان عليه قبل شهر من الآن.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة