إسراء عبد الفتاح

المشاركة السياسية

الجمعة، 23 أكتوبر 2015 10:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المشاركة السياسية كما عرفها العديد من الإكاديميين هى نشاط سياسى يرمز إلى مساهمة المواطنين ودورهم فى إطار النظام السياسى. وتبعاً لتعريف صموئيل هنتنجون وجون نيلسون، فإن المشاركة السياسية تعنى تحديداً ذلك النشاط الذى يقوم به المواطنون العاديون بقصد التأثير فى عملية صنع القرار الحكومى، سواء أكان هذا النشاط فردياً أم جماعياً، منظماً أم عفوياً، متواصلاً أم منقطعاً، سلمياً أم عنيفاً، شرعياً أم غير شرعى، فعالاً أم غير فعال. ويرى آخرون أن المشاركة السياسية تعنى فى أوسع معانيها حق المواطن فى أن يؤدى دوراً معيناً فى عملية صنع القرارات السياسية، سواء أكانت لتقديم المساندة للسلطة القائمة أم المعارضة والمساندة، هنا لا تعنى ما نراه اليوم من نافورة متواصلة من التطبيل والتأييد الأعمى، ولكن المساندة الواعية وتبنى أطر تحليلية لأسباب تلك المساندة، أما المعارضة فهى بين الانعدام والتخوين.

إن عملية التعبئة للقوى الاجتماعية باتجاه المشاركة السياسية والانخراط بالنظام السياسى بكثافة متزايدة تقتضى ضرورة اتخاذ إجراءات عديدة حتى نصل لهذه التعبئة والمشاركة. فكيف تكون المشاركة السياسية فى ظل هذا الوضع؟

أولا: دستور صوت له بنسبة %98 ولا يطبق نهائيا وينتهك ليلا ونهارا على مرأى ومسمع أعلى سلطة فى البلد. ويلمح فى نفس الوقت إلى تعديله دون حتى إعطاء الفرصة لتطبيقه. شعب تأكد أنه لا قيمة لصوته بفعل النظام الحالى. ثانيا: شيطنة كل ما هو معارض لسياسات النظام الحالى، من تخوين لعمالة لأخونة وما إلى ذلك من اتهامات جاهزة ومعدة مسبقا لكل من تسول له نفسه أن يعارض ولو حتى بموضوعية. ثالثا: إغلاق المجتمع المدنى نهائيا. وعدم السماح له بالعمل، وتشويهه بتهم باطلة دون حتى فتح تحقيق لإثبات المتهم وتبرئة البرىء، لأن الهدف ليس المحاكمة أو تطبيق القانون، الهدف هو غلق المجتمع المدنى بالتشويه والإساءة له ولعمله، فقط لا غير. رابعا: قانون تظاهر باطل دستوريا، يطبق بعنف على الشباب، يقضى على مستقبلهم نتيجة الوقوف فى الشارع ليحملوا يافطة يكتب عليها رأيهم أو هتافات تمثل قناعاتهم أو «تى شرت» يتضمن حقا مثل «لا للتعذيب» ! خامسا: إغلاق المناخ السياسى وعدم تمكين الأحزاب السياسية، والسب والقذف الدائم للنخب السياسية دون أى موضوعية، وتهميش دورها والاعتماد فقط على أهل الثقة والمحسوبية.

ولكن كل هذه لا يمنع أن الأحزاب السياسية تتحمل جزءا كبيرا من هذه النتيجة المؤسفة، فمنها من ينغمس فقط فى الصراعات الداخلية لتحقيق مكسب شخصى أو ينشغل بتأييد أعمى للسلطة لتحقيق المصالح الشخصية. هذا بجانب أن الطبقة المتوسطة غير المسيسة لديها إحباط تام نابع من الفشل الاقتصادى والغلاء، مما انعكس على عزوفها عن المشاركة. وتأكد من ضعف المشاركة تحطيم أسطورة «القواعد السلفية» الفزاعة التى يستخدمها الإعلام غير المهنى للحشد. وقد حذر كثير من السياسيين والمثقفين، خاصة من كانوا مؤيدين للنظام الحالى أننا سنصل إلى هذه النتيجة إذا استمر الوضع كما هو عليه، ولكن لا أحد يرى ولا أحد يسمع. الشعب اليائس المحبط ليس مدعاة أبدا للفرح أو للشماتة، ولكن العكس هو الصحيح مدعاة للحزن والوجع، مما طال التحذير منه وطال تجاهله. وختاما وحسب رأى عدد كبير من الباحثين، المشاركة السياسية تشكل المظهر الرئيسى للنظام الديمقراطى، وهكذا تكون الرسالة قد وصلت.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة