أغرب تعليق قرأته حول خسارة حزب النور فى انتخابات المرحلة الأولى لمجلس النواب، ما قاله ياسر برهامى القيادى بالحزب من أن الرئيس السيسى «سابهم ينضربوا ولم يقل كلمة تنصفهم»، وكأن الانتخابات مباراة مصارعة حرة أو خناقة بلدى بالشوم، وكان على الرئيس- فى نظر حزب النور وقياداته- أن يدخل ويشارك فى دعمهم فى الخناقة؟!
أعرف وتعرفون أن صدمة الحزب السلفى كبيرة، فقد تصور قياداته أنهم يملكون الشارع المصرى وأنهم قادرون على حسم الانتخابات منذ الجولة الأولى ومن يراجع تصريحاتهم قبل الانتخابات ويقارنها بما بعدها يكتشف فجوة كبيرة وتباينا فى الخطاب، فقبل الانتخابات كنت تستمع إلى طواويس يمنون على منافسيهم أنهم تركوا لهم فرصة للمنافسة، وأنهم تنازلوا عن المشاركة بمرشحين وقوائم فى جميع الدوائر حتى لا يحققوا نتيجة أشبه بنتائج الحزب الوطنى المنحل بالـ%99 إياها.
وبعد الانتخابات سمعنا ونسمع تصريحات لها العجب، بدءاً من يونس مخيون رئيس الحزب الذى وصف الانتخابات بأنها الأسوأ فى تاريخ البرلمانات المصرية، ولا نعرف لماذا هى الأسوأ؟ وهل هى أسوأ من انتخابات 2012 مثلاً، أو انتخابات مجلس الشورى الإخوانى صاحب المشاركة بـ%7 مثلاً؟! أم أنها الأسوأ لأنها كشفت عزوف المصريين عن تأييد حزب النور والتيارات الدينية عموماً.
ولا أدرى من يهدد الحزب السلفى بإعلانه دراسة الانسحاب من الانتخابات فسواء انسحب الآن أو لم ينسحب فقد قال الشعب كلمته ووضعهم فى حجمهم الحقيقى، ولن يؤثر خروجهم من السباق على استكمال العملية الانتخابية أو على تشكيل مجلس النواب، لكنهم سيخسرون مزيداً من التعاطف، لأنهم لا يقبلون إلا برؤيتهم عن أنفسهم، أنهم الأكثر حضوراً وتأثيراً وفاعلية، مثل الإخوان تماماً؟!
ولن يدرك قيادات النور والدعوة السلفية تحول المصريين عنهم إلا بعد انتهاء الانتخابات بالمرحلة الثانية، وساعتها إما أن يلجأوا إلى التبريرات والاتهامات لخصومهم ومنافسيهم ليبرروا فشلهم أو يغرقوا فى الانقسامات والصراعات الداخلية لكنى أشك أن من بينهم من هو قادر على إدارة مراجعة حقيقية للفكر الذى يصدر عنهم أو السياسة التى يعتمدونها ومصيرهم الاضمحلال والزوال!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة