نصر القفاص

الشعب المصدوم!!

السبت، 24 أكتوبر 2015 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يسألونك عن سر إحجام الناس عن التصويت فى انتخابات «البرلمان» وهم يعلمون الأسباب، لكنهم يخدعونك بالحديث عن أوهام سياسية- يسمونها أسبابا- وأوهاما اقتصادية- يسمونها أسبابا- فضلا عن أوهام اجتماعية، ويسمونها أسبابا.

الحقائق تؤكد أن الشعب تلقى الصدمات، ما يصعب استيعابه، فهذا شعب اعتقد فى النصابين باسم الدين، ثم اكتشف أنهم كذابون وسفهاء ولصوص، ثم تأكد أنهم جبناء حين تركوا الوطن للنعيم الذى يرفلون فيه على أرض عواصم الخيانة والتآمر على الوطن، والشعب الذى اعتقد فى البعض أنهم شرفاء، فسقطوا أمامه متلبسين بتقاضى الرشوة، وكم كانت صدمة الشعب قاسية، حين شاهد «معالى الوزير» مقبوضا عليه بتهمة الفساد، أما الدهشة فقد تجسدت بسلوك المرشحين الذين يرفعون شعارات الدفاع عن الفقراء، بينما هم ينفقون الملايين بحثا عن ثقة الفقراء، كما كانت ذاكرة الناس لم تفارقها فضيحة الشيخ «على ونيس» على الطريق الزراعى، ولا جرائم «عناتيل» حزب النور فى «الغربية» وغيرها من المحافظات.

تعرض «الشعب المصرى الشقيق» لما يفوق طاقة البشر فى احتمال الصدمات، ورغم ذلك ذهب أكثر من ربعه للصناديق وصوتوا للذين يعلقون عليهم الآمل، فالشعب لم ينهر بقدر ما احتفظ بطاقة أمل دفعته لإعلان التحدى، أكد رفضه للوجوه القبيحة، فذهب وصوت لقوائم ومرشحين آخرين، فكانت النتائج ذات دلالة، لأن القائمة التى فازت فى شرق الدلتا، تلاحقها اتهامات، وفى غرب الدلتا تجاوزوا النجاح بصعوبة، أما قائمة جنوب الوادى الفائزة، فقد عبرت بمعجزة وهى معرضة للعودة بطرح نفسها على الرأى العام حين يفصل القضاء فى أمرها!!

أستطيع القول إن عبقرية الشعب المصرى تجسدت حين دفع أكثر من إحدى عشرة امرأة للإعادة متقدمات على الرجال فى مقاعد الفردى، وكم كان هذا الشعب رائعا حين أسقط محترفى النجاح ورجال المال، ومنح ثقته للشباب، وعبر شعبنا عن تقديره للمواطنة بإسقاط مرض التصويت على الديانة، فعاد يثق فيمن يراه أحق بغض النظر عن ديانته، بل إنه الشعب الذى تحدى القبلية والأصول الاجتماعية، فى العديد من الدوائر، وقدم الشعب عشرات من الوجوه الجديدة الواعدة، لكننا لا نقدم كل هذا للناس فتعمدنا المبالغة فى تفسير انخفاض نسب التصويت، ونسينا أن كل الدنيا أجمعت على نزاهة وشفافية العملية الانتخابية، ربما حدث ذلك لخوف «المحللاتية» من مستقبل سينهى أسطورتهم الكاذبة!!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة