على مدار أكثر من أسبوعين تصدر الهجوم على آل السبكى المشهد، ولاحقتهم الكثير من الاتهامات وفى يوم وليلة تحول آل السبكى إلى متهمين، ليس ذلك فقط بل تقريبا هم أسباب كل المشاكل التى تحدث فى المجتمع المصرى بدءا من انهيار الأخلاق وسيادة ثقافة المهرجانات والعشوائيات، ليس ذلك فقط بل أيضا هم المسؤولون عن الانهيار الاقتصادى والتدهور الاجتماعى والثقافى.. وتردى مسؤولية التعليم لدرجة أننى وللحظة شككت أن آل السبكى مسؤولون عن كل مشاكلى الشخصية، وسألت نفسى لماذا لا يكونون السبب؟ خصوصا أن أغلب البرامج كانت تهاجمهم ليس ذلك فقط، بل تحولت مداخلات المشاهدين إلى صراخ وعويل عن حال البلد المتردى بسبب السبكية ونفس الحال فى صفحات التواصل الاجتماعى.. التى تحولت إلى منصات لتسديد الهجوم المباشر عليهم واستغاثات بالرئيس لإنقاذ البلد، والمفارقة أنه فى نفس الأسبوع أعلنت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى «واللى هو مهرجان مصر يعنى» وواحد من أهم 13 مهرجانا فى العالم.. عن اختياره لفيلمين من إنتاج أحمد السبكى - بطل موقعة الإبراشى - ليمثلا مصر فى المهرجان وهما «الليلة الكبيرة ومن ضهر راجل».. وطبعا لم نسمع صوتا يردد هجوما أو ثناءً ولا نعرف هل أفلام السبكى أصبحت تندرج فى خانة «الدح ولا لسه كخه»؟.
بالطبع الأخوان السبكى ينتجان تجارب متنوعة تتفاوت فى مستوياتها ولكننا نصر على أن نحصرهم فى نوعية معينة ومحددة.. من الأفلام التى يرى فيها البعض مساحة للابتذال.. رغم أن الشقيقين وأولادهما كريم ورنا أصبحا يشكلان معا حالة سينمائية قائمة بذاتها يقدمان تجارب شعبية وجماهيرية وتجارب أخرى تحمل بعدا فنيا أو تمثل حالة سينمائية وتلك قاعدة اقتصادية لأى منتج يفكر فى الاستمرار بمعنى أن التجارب الشعبية هى التى تحقق إيرادات يستطيع من خلالها المنتج تقديم عمل فنى يرقى إلى مستوى المنافسة.. ولكن صمت الكثيرين يثير التساؤل لأنه ببساطة لو لم يكن هناك فيلمان على مستوى فنى جيد للمنتج أحمد السبكى لكان مهرجان القاهرة سيقع فى «حيص بيص» ولن يجد فيلما يعرضه ليمثل مصر ففيلم المبدع داود عبدالسيد قدرات غير عادية عرض فى مهرجان دبى العام الماضى وفيلم المخرج الكبير محمد خان «قبل زحمة الصيف» سيشارك فى مهرجان دبى هذا العام.. إذا فأحمد السبكى هو من حفظ ماء وجه السينما المصرية - بغض النظر عن مستوى الفيلمين - وبالتأكيد سيكسب أحمد من تلك المشاركة فى المهرجان مكاسب أدبية عدة ولكن هل هناك إعلام منصف يخرج علينا ليتحدث عن ذلك خصوصا أن السينما فى الأساس هى رد فعل لفعل يحدث فى الواقع.. بمعنى آخر تعكس أحوالنا وأنفسنا وتحولاتنا، قد تأخذ بيدنا وتقود ولكن ليس بالضرورة أن يحدث ذلك ويكفى أنها تعرينا أمام أنفسنا لنرى ما نحاول أن ندفنه دائما.. لذلك أسال المشككين والذين كالوا له الاتهامات هل ستواصلون الحرب أم أن الإعلام لو غير النغمة ستمشون وراءه.