ظروف بيكاسو بصفته أندلسيا، جعلته قريبا من الفن العربى الإسلامى فى نموذجه الأندلسى، فعندما رسم الفنان بابلو بيكاسو لوحته "نساء الجزائر" فى عام 1955، التى بيعت بسعر 179 مليون دولار فى مزاد علنى يوم 11 مايو من هذا العام بمزاد بنيويورك، استلهم موضوعها من مشهد نساء فى بيئتهن الخاصة، بتفاصيل مثيرة، مزج فيها بين أناقة الألوان، وبين فنه الجديد وهو فن التكعيب، الأمر الذى جعل من اللوحة تحفة فنية لا مثيل لها.
واختزل بيكاسو فى لوحته "نساء الجزائر" حقبة تاريخية معينة للجزائر، وهى حقبة الاستعمار الفرنسى، الذى كان يرفضه بيكاسو ويمقت هيمنة فرنسا وخلقها مستعمرات للشعوب المستضعفة، وأرسل من خلالها فكرة القطيعة مع الفكر الاحتلالى والاستعمارى، لأن بيكاسو كان ينتمى إلى تيار الفوضويين الرافضين لكل أنواع الهيمنة، أو أى سلطة تصادر حرية الإنسان.
ويظهر بيكاسو فى لوحته "نساء الجزائر" تأثره بفن الأرابيسك الشرقى من خلال خطوط الطول والعرض التى تزين اللوحة والأشكال الضاربة فى عمق الفن الإسلامى، الذى يتشابه مع ألوان وجميع الأشكال الهندسية المتراكبة كالمستطيل والمثلث والدائرة، وهذا يشير إلى تشكيل الثقافة العربية الإسلامية عنصرا جوهريا فى تكوين بيكاسو، حيث نشأ فى قلب الثقافة الأندلسية.
أعمال بيكاسو تعيد العلاقات الطيبة بين العراق الكويت
وفى 2014 سلم العراق الكويت 4500 كتاب ومخطوطة ومقتنيات نحاسية ولوحات فنية تعود للفنان العالمى "بيكاسو" وذلك تنفيذا لقرارات مجلس الأمن بإعادة الممتلكات الكويتية عقب الغزو العراقى عام 1990، وقالت السفارة العراقية فى البلاد إن تسليم المقتنيات الكويتية يأتى ضمن تعزيز أواصر العلاقات الطيبة بين البلدين وطى صفحة الماضى، ما سيكون له انعكاسات إيجابية على كافة مستويات العلاقات.لوحة الجيرونيكا تحرج أمريكا فى حربها على العراق
رسم بيكاسو جدارية "الجيرنيكا" مُحاولاً نقل ما حدث فى تلك الليلة من عام 1937 حين جاءت طائرات الألمانى النازى والإيطالى الفاشى لتُغير على قرية جيرنيكا فى إقليم الباسك الإسبانى، وبالنظر إلى الجدارية الّتى يقارب طولها الثمانية أمتار وعرضها ثلاثة أمتار ونصف، اتّبع بيكاسو فى رسم لوحته أسلوب اللوحات المخفية داخل اللوحة وهى مرسومة بالأسود والأبيض والرمادى، وكأنّه يقول أنّ للحرب ثلاثة أطرف، أبيض وأسود ورمادى، وتُمثّل الجدارية حجرةً فى أحد دور قرية الجيرنيكا فى إقليم الباسك بعد الهجوم الوحشى عليها، ويعكس بها بيكاسو رفضه الصارخ لفكرة الاستعمار والهيمنة.وفى الخامس من فبراير من عام 2003 وضعت ستارة زرقاء لتغطى الجدارية المعلقة فى ممر مجلس الأمن حيث أجرى وزير الخارجية الأمريكى كولن باول ومندوب الولايات المُتّحدة فى مجلس الأمن جون نيجروبونتى مؤتمراً صحفيّاً بعد مُداخلة بأول الشهيرة فى مجلس الأمن قبل غزو العراق، أراد الأمريكان إخفاء الجدارية كى لا تكون خلفيّةً لمؤتمرهم الصحفى الداعى إلى الحرب، وكى لا تشكل تناقضاً سافراً مع استعداداتهم للحرب الّتى ذهب ضحيّتها مئات ومئات الآلاف، وعام 2009 أزالوا الجدارية تماماً.
موضوعات متعلقة..
ملتقى البرلس للرسم على الحوائط والمراكب يواصل عمله لليوم الخامس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة