ماذا يعنى غياب رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل عن المؤتمر الاقتصادى الدولى بمطروح؟ ولماذا غاب عن المؤتمر الذى يقام تحت رعاية رئيس الجمهورية ولأول مرة فى إحدى محافظات مصر؟
مهما كانت التبريرات عن غياب رئيس الوزراء عن افتتاح المؤتمر، فليس هناك ما يشغل رئيس وزراء مصر عن حضور مؤتمر تسعى من خلاله الدولة لجذب الاستثمارات العربية وتنمية منطقة مهمة تندرج ضمن الإطار والمخطط العام للمشروعات القومية لمصر، ليس هناك الآن أهم من جذب الاستثمارات إلى مصر، وغياب الرجل الثانى فى الدولة عن مؤتمر تحت رعاية الرئيس هو رسالة سلبية وغير طيبة للمستثمرين العرب والمصريين الحاضرين، ولا يعنى سوى أن الاهتمام بمؤتمر مطروح ليس بالقدر الكافى، وأن الضيوف لا يستحقون عناء الحضور والمصافحة والترحاب، فغياب رئيس الوزراء عن حضور المؤتمر يشبه صاحب البيت الذى دعا ضيوفا على مأدبة الغذاء أو العشاء فى بيته وتركهم وانصرف دون إبداء الأسباب.
هذا ما حدث من المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، مع ضيوف المؤتمر الذين تكلفوا عناء الحضور لا لشىء إلا لتقديرهم وحبهم لمصر ورغبتهم فى ضخ أموالهم فيها رغم المشاكل والتعقيدات والعراقيل التي تواجه استثماراتهم فى مصر مقارنة بدول أخرى تقدم لهم كل التسهيلات.
أعود للسؤال من جديد، ما هو الأهم من المؤتمر الذى يدفع رئيس الوزراء لإلغاء مشاركته وحضوره إلى مطروح ؟
قيل إن اجتماعا مفاجئا فى الرئاسة لرئيس الوزراء هو الذى استدعى إلغاء السفر للمؤتمر، وهو كلام لا يمكن تصديقه، فالمؤتمر تم التجهيز والإعداد له منذ فترة طويلة وسافر محافظ مطروح فى جولة خليجية ووجه الدعوات لرجال الأعمال والمستثمرين والشركات الخليجية الكبرى متضمنة رعاية الرئيس وحضور رئيس الوزراء، وجدول المؤتمر يتضمن أيضا كلمة للمهندس شريف إسماعيل.
هل يمكن أن يلغى رئيس الوزراء حضور مؤتمر مهم مثل مؤتمر مطروح الذى يحضره أكثر من 200 مستثمر عربى ومصرى من أجل اجتماع مع أعضاء الهيئة القومية لضمان جودة التعليم أو ممثلى نقابة المهندسين. ما هى الأولويات فى أجندة رئيس الوزراء فى أوضاع اقتصادية صعبة تمر بها البلاد وتحتاج إلى استثمارات العرب والأجانب، فيه حاجة غير مفهومة وحالة ارتباك وعشوائية مستمرة فى الأداء الحكومى.