وقال باتاتشاريا فى حوار مع اليوم السابع قبل زيارة السيسى للهند اليوم للمشاركة فى القمة الهندية-أفريقية بنيودلهى، إن حجم التبادل التجارى بين الهند ومصر لم يتخط الـ5 مليارات دولار حتى الآن، ولكن هناك شيئان يجب ملاحظتهما، أن حجم التبادل التجارى بين مصر والهند قفز بنسبة الثلثين خلال 6 أعوام، هذا لا يمنع أن الرقم 5 مليارات دولار أقل مما يمكن أن يصير عليه التبادل التجارى بين بلدين مثل مصر والهند، الأمر الثانى الذى يجب ملاحظته أن الهند هو ثانى أكبر بلد مستورد للبضائع المصرية بعد إيطاليا.. وإلى نص الحوار
كيف ترى العلاقة المصرية-الهندية وكيف تنتوى الهند استخدام هذه العلاقة؟
العلاقة بين مصر والهند قديمة، وهناك ثمة محاولات بين الطرفين لتجديد هذه العلاقة بما يناسب العصر الجديد، وترتكز بلادى فى علاقتها مع مصر خلال الفترة الحالية على 3 تطلعات رئيسية، الأول هو التعاون السياسى الأمنى، وهو مجال حققنا فيه تقدما كبيرا، ونرغب فى مزيد التوسع منه وذلك فى ظل تنامى تأثير مصر الإقليمى وكونها قوة كبيرة بالمنطقة.
التطلع الثانى هو التعاون الاقتصادى، وهو المجال الأكثر أهمية نظرًا لأن العصر الحالى هو عصر الاقتصاد والتنمية، أما المجال الأخير فهو مجال التبادل الثقافى الذى نود أن يعتمد بشكل رئيسى على الشباب الذين يمثلون أساس أى مجتمع ولضمان استمرار العلاقات فى المستقبل، هذا إلى جانب التعاون فى مجال التكنولوجيا والعلوم التى تساهم فى مجال التعاون الاقتصادى.
كيف رأيت الزيارة الأخيرة لوزيرة الخارجية الهندية "سوشما سواراج" لمصر وما هى الرسالة التى حملتها إلى هند بعد انتهاء زيارتها؟
كما تعلمين لقد انتخبنا حكومة جديدة فى مايو 2014 برئاسة رئيس الوزراء "ناريندرا مودى"، والمصادفة جعلت الرئيس الحالى لمصر عبد الفتاح السيسى يأتى فى شهر يونيو من نفس العام بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية، فموعد مجيء الحكومتين المصرية ونظيرتها فى الهند كان متقاربا. وكان هناك العديد المقابلات التى تمت بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، أهمها زيارة وزيرة الخارجية الهندية "سواراج" فى أغسطس الماضى، التى أجرت خلالها مباحثات مكثفة مع كل من الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيرها وزير الخارجية المصرى "سامح شكرى" والأمين العام لجامعة الدول العربية "نبيل العربى"، وتناولت المباحثات مجالات مختلفة، مهنا ما ذكر سلفًا عن التعاون الاقتصادى والأمنى وغيره، وبالطبع تحدثت "سواراج" مع السيسى عن وضع منطقة الشرق الأوسط نظرًا لأن مصر تعتبر قوة كبيرة وذات تأثير كبير بالمنطقة، وأبرمت اتفاقيتين فى مجالى السياحة والعلوم والتكنولوجيا، وقد عادت إلى الهند وهى محملة بشعور إيجابى حول مستقبل العلاقات مع مصر، ونقلت إلى رئيس الوزراء "مودى" حرص السيسى على تقوية العلاقات مع الهند خاصة فى مجالى الاقتصاد والتعاون الأمنى، وقد تلا ذلك مقابلة مهمة بين الرئيس السيسى ونظيره "مودى" فى "نيويورك"، حيث كان السيسى يتواجد لمتابعة الجلسة العمومية للأمم المتحدة، بينما كان "مودى" يشارك فى مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وكانت أول مقابلة بينهما. وقد أيدت الهند حصول مصر على مقعد مؤقت بمجلس الأمن.
كيف تنظر لمستقبل العلاقة بين البلدين ؟
مصر تشارك فى مؤتمر القمة الهندية-أفريقية بنيودلهى ونتوقع أن تؤدى مصر دور كبير بذلك المؤتمر لما تتمتع به من تاريخ وموقع وسمعة دولية وتأثير إقليمى. وكانت وزيرة الخارجية "سواراج" قد دعت "شكرى" إلى زيارة الهند فى بداية العام القادم 2016 أثناء زيارتها إلى مصر.
عانت الهند من مواجهة طويلة مع الارهاب، ما هى الدروس التى تستطيع مصر أن تحصل عليها من خبرات الهند الطويلة فى مواجهة الارهاب؟
عانت الهند من ظاهرة الإرهاب المنتشرة فى عالم بأجمعه لفترات طويلة، ولا تزال تعانى منها حتى الآن، لسوء الحظ تطورت ظاهرة الإرهاب بالهند لتصبح عابرة للحدود وممولة من قبل دول، لكن بالطبع هناك فرق كبير بين العنف المبنى على الأيديولوجية والتطرف وبين الدين الذى يحرم أى أعمال إجرامية، لكن الإرهاب تحول مؤخرًا إلى كيانات تتحدى الدولة، كيانات إرهابية تمتلك قدرات اتصالية وإمكانيات تكنولوجية تجعلها قادرة على تمثيل تهديد للدول، لهذا يجب أن تتحد القوى الدولية لمواجهة الإرهاب الدولى بشكل حاسم، وقد دعمت الهند اقتراح الرئيس عبد الفتاح السيسى لتشكيل حلف دولى لمواجهة ظاهرة الإرهاب العابرة للحدود، وتسعى الهند للحصول على دعم دول مثل مصر للحد من نمو هذ الظاهرة، وقد شهدت مصر زيارة لنائب سكرتير الأمن القومى الهندى، أجرى خلالها لقاءات مع السلطات الأمنية بمصر بوزارة الداخلية ووزارة الدفاع، تم خلالها تبادل المعلومات والخبرات التكنولوجية لمواجهة الإرهاب، فنحن عازمون على هزيمة الإرهاب.
إذا ذكرنا الإرهاب لا يمكن إغفال ما يحدث بسوريا والعراق، خاصة بعد التدخل الروسى العسكرى، أود معرفة ما هو موقف الهند ما يحدث بسوريا والعراق والحرب ضد تنظيم داعش المسلح؟
لاحظنا بقلق دائمًا التطورات التى تشهدها كل من سوريا والعراق، ونرى أن مواجهة الإرهاب هناك يتطلب تعاون دولى حاسم، ونقدم دعمنا لجهود الدول التى تقوم بمحاربة التنظيمات الإرهابية المسلحة.
عودة إلى مصر، كان وزير الصناعة والتجارة المصرى قد صرح من قبل بأن حجم التبادل التجارى مع الهند سيقفز إلى 8 مليارات دولار بحلول العام 2016، كيف تعملون من أجل تحقيق هذا الهدف؟
من المعروف أن حجم التبادل التجارى بين الهند ومصر لم يتخط الـ5 مليارات دولار حتى الآن، ولكن هناك شيئان يجب ملاحظتهما، أن حجم التبادل التجارى بين مصر والهند قفز بنسبة الثلثين خلال 6 أعوام، هذا لا يمنع أن الرقم 5 مليارات دولار أقل مما يمكن أن يصير عليه التبادل التجارى بين بلدين مثل مصر والهند، الأمر الثانى الذى يجب ملاحظته أن الهند هو ثانى أكبر بلد مستورد للبضائع المصرية بعد إيطاليا، ويليه بعد ذلك المملكة العربية السعودية، لا يجب إغفال أن البضائع المصرية المصدرة إلى الهند تتميز بالتنوع. لهذا فقد كلفت الحكومة الهندية وزير التجارة الهندى بتنفيذ دراسة تبحث فى سبل تكبير حجم التبادل التجارى مع مصر، لكننا نرغب أن تتسم البيئة التنظيمية بمصر بالمزيد من الشفافية، وأن تكون مفروضة كقانون. ما نود أن نشاركه مع مصر هو خبرتنا العريضة فى مجال الشركات الصغيرة والوسطى التى تعتبر ركن أساسى للاقتصاد الهندى، إلى جانب ذلك نود أن نشارك مع مصر خبراتنا فى مجالات التعليم والتكنولوجيا والعلوم والطب، ونستغل قدوم ما يقارب 100 مصرى إلى الهند بشكل سنوى للإلتحاق بمعاهد لتدريس علوم الإدارة، وتقديم خبراتنا فى المجالات الزراعية.
ما الذى تنتظره الهند من الحكومة المصرية لزيادة استثماراتها داخل مصر؟
أود أن أؤكد أن المستثمرين الهنود سعداء بوجودهم بمصر، فمصر تمتلك بيئة اقتصادية واعدة، ولديها قوى عاملة مدربة أفضل تدريب، التحديات التى تواجه المستثمرين هى كما ذكرت من قبل ضبابية البيئة التنظيمية للأعمال والتجارة بمصر. لكن يجب أن أشير إلى الحرص المصرى لزيادة حجم الاستثمارات الهندية داخل مصر، ويظهر ذلك جليًا فى المقابلة التى أجراها رجال أعمال مصريين مع نظرائهم بالهند فى 24 أكتوبر الجارى، ورغم المعوقات فإن الهند هى أكبر بلد أسيوى يستثمر بمصر.
نظرًا إلى أن الهند تعتبر من أفضل وأكبر الأنظمة الديمقراطية فى العالم، هل لدى الحكومة الهندية اية نصائح تقدمها لمصر فى خضم انتخابات الأخيرة البرلمانية؟
الديمقراطية بالنسبة للهند ليست مجرد انتخابات بل بناء مؤسسات تستوعب المواطنين، والهند بلد متنوع الأجناس والأعراق والثقافات، لهذا فقد خضنا تجربة ديمقراطية تحافظ على هذا التنوع، تجربة مختلفة عن الديمقراطيات بالقارة الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، فكل بلد يمتلك تجربته الخاصة حسب ظروف البلد الإجتماعية، ونحن سعداء بما تحرزه مصر من تقدم فى تلك التجربة، ونعلم أنها سوف تصل فى نهاية الأمر إلى التجربة التى تناسب المجتمع المصرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة