تصحيح واجب:
جماعة الإخوان ليست جماعة إرهابية، هى جماعة «هبلة» تصنع الكثير من الضجة والدوشة كلما أمسكها أحدهم «طبلة»، فى زمن مبارك منحوا لهم فرصة الإمساك بطبلة الاضطهاد والدين، وفى زمن ما بعد 25 يناير وحكم مرسى تدلت أمامهم طبلة السلطة، وفى زمن ما بعد 30 يونيو يعزفون إيقاعا منفرا فوق طبلة الاضطهاد والانتقام.
اعتذار واجب:
أخطأنا كثيرا حينما سعينا للتعامل مع الإخوان كفصيل سياسى طبيعى يرتبك حينما يبتعد عن السلطة، أو يشتبك حينما يشعر بظلم، وأخطأنا أكثر حينما تعاملنا مع الإخوان فى فترة زمانية ضبابية على أنها جماعة دعوية دينية تخوض معاركها من أجل شعار الإسلام هو الحل، لأننا اكتشفنا فيما بعد أن الجماعة ذاتها ألقت بالشعار فى أقرب سلة مهملات حينما أصبح عائقا بينها وبين السلطة والتواصل مع واشنطن.
المجد للثورتين.. 25 يناير التى أخرجت لنا الإخوان من الجحور إلى النور لنكتشف معا وهم الجماعة التى كنا نظنها وطنية ودينية، و30 يونيو التى نجحت رياحها فى تعرية الجماعة على مستويات مختلفة، الأول أن التنظيم الذى كنا نظنه قويا ومتطورا لم يكن سوى عقل عصفور فى جسد فيل مترهل، والثانى أن الجماعة التى كنا نظنها مخزنا للكوادر والكفاءات لم تكن سوى تجمع للفشل وعديمى الخيال والموهبة، والثالث أن الإخوان الذى كنا نظنهم أهل وطن لم يجدوا غضاضة فى الدعوة لحرق هذا الوطن بعدما زالت السلطة من بين أيديهم، والرابع أن الجماعة التى كنا نظنها ربانية ترفع شعار «قرآننا دستورينا.. ونبينا قدوتنا»، لم تجد غضاضة فى أن تفجر فى الخصوم، وتخطط للانتقام من شعب كامل، لمجرد أنه قال لمرسيها العاجز الفاشل لا لبقائك على كرسى الرئيس.
فى كل كارثة تحل بهذا الوطن، يتشارك أهله الدموع والحزن ورحلة البحث عن الحل، إلا الإخوان يقفزون مثل الضباع وكأن الوطن بالنسبة لهم فريسة مترنحة يسعون لنهش لحمها، فتجدهم وقد حولوا كل كارثة أو أزمة إلى مناسبة للشماتة والتشكيك والنيل من السلطة.
أهل الوطن الواحد ينتقدون السلطة حينما تخطئ، يكرهونها حينما تتمادى فى التقصير، ولكنهم أبدا لا يشمتون فى مصر، ولا يعايرون شعبها على اختياراته السياسية، أهل الأصل والأخلاق يمدون يد العون وينتظرون مرور بعض الوقت على الأزمة ليبدأوا بعدها مرحلة الحساب والتحقيق والتدقيق والسخرية إن شئت، إلا الإخوان يجلسون متربصين، تبدأ الأزمة من هنا وتجدهم كالمنافق الذى حدثنا عنه النبى عليه الصلاة والسلام فى حديث آية المنافق ثلاث، يفجرون فى خصومتهم وانتقامهم وشماتتهم، يسقط أبناؤنا من الجنود شهداء فى سيناء، يشمتون فى دمائهم ويحتفلون بقتلهم، ترتفع الأسعار يتشفون فى المواطن المصرى الغلبان، ويعايرونه بجوعه، وينقلون له صور حياتهم الرغدة فى تركيا وقطر بأموال حصلوا عليها مقابل الخيانة، وأخيرا تغرق الإسكندرية فى مياه الأمطار والإهمال فينطلقون فى حفلات سخرية وشماتة، ويخرج شيوخهم العاملون كترزية للفقه والفتاوى لتطريز فتوى دينية جديدة بالتلاعب فى الآيات والأحاديث من أجل النيل من مصر والمصريين، مثلما فعل محمد الصغير ومعه شيوخ الإخوان حينما تركوا كل وجع المصريين فى الإسكندرية وخرجوا بفتوى عجيبة وغرائبية لا تخرج سوى من عقول تشبه تلك العقول المؤمنة بوجود المجلس الأعلى للعالم، ولا تختلف عن عقل توفيق عكاشة المؤمن بأن الماسون الأعظم يحكم العالم، مثله مثل الشيخ الصغير وشيوخ الإخوان الذين قالوا فى تعليقهم على أمطار الإسكندرية: «فى عاشوراء أغرق الله فرعون وجنده، يبدو أنها سنة كونية تلاحق الفراعين، هؤلاء جنود السيسى، فى ذكرى عاشورا».
هل رأيت «هبلا» وعبثا وتلاعبا بالدين أكثر من ذلك، ألا يسخر شباب الإخوان من عكاشة وعمرو مصطفى وسبايدر وأبو عرايس من تخاريفهم التى تشبه تخاريف الصغير وشيوخ جماعتهم، فلماذا لم نسمع لهم صوتا الآن؟!
الأمر ببساطة أن الجماعة وشبابها وشيوخها أصيبوا بلوثة عقلية، تستدعى علاجا نفسيا فوريا فى مصحة مغلقة على هذه العقليات النادرة، ومن بعدها فى حاجة إلى جلسات علاج دينية ربما تخلصهم من مرض استغلال الدين وتشويه صورته، ومن بعدها يحتاجون إلى جلسة علاج وطنية لعلها تخلصهم من مرض كراهية مصر، ومن بعدها جلسة علاج أخلاقية لعلها تخلصهم من أمراض الفجر فى الخصومة والانتقام.. افعلوها وأنفقوا على علاج الإخوان لا من أجل مصر، بل من أجل الإسلام والإنسانية، لأن جراد غبائهم وشرور أنفسهم لن تترك الأرض سوى يابسة بلا أخضر ولا ألوان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة