نصر القفاص

القبائل المهنية.. النقابات سابقًا!

الأربعاء، 28 أكتوبر 2015 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بؤرة الفساد فى المحليات هى الإدارات الهندسية، والشعب يصرخ فى وجه الحكومة، بينما نقابة المهندسين تختبئ فى كهف الصمت.. كلنا نشكو سوء الخدمة الصحية، وغياب الأطباء عن المستشفيات، مع ارتفاع منسوب أخطاء الأطباء، فنصبّ جام غضبنا على وزارة الصحة، وتشاركنا نقابة الأطباء الغضب، لانشغالها بإغاثة المنكوبين فى غزة وأفغانستان، مع أن النقابة هى المسؤول رقم «واحد» عن أخطاء الأطباء، وضعف مستوى بعضهم المهنى.. يلعن الرأى العام الإعلام، وينخفض اهتمام الناس بقراءة الصحف لأنهم يتابعون صحفيين يصعب استيعابهم كأصحاب فكر، وحملة أقلام!

القائمة طويلة لأنها تشمل نقابة المعلمين التى لا يمر يوم دون أن نسمع عن فضيحة لمعلم، أو نشاهد فيديو يعذب فيه أحد المدرسين تلاميذ فى عمر الزهور، فلا تسمع صدى صوت للفضائح من نقابتهم، لانشغال مسؤوليها بالاستمتاع بمقرات النقابات على امتداد الوطن.. وحدث دون حرج عن نقابة المحامين التى تقيم الدنيا ولا تقعدها، لو خدش ضابط أو أحد وكلاء النيابة عضوًا فيها، لكنها لا تحاسب من يحملون بطاقات عضويتها ويمارسون ألوانًا عديدة من الخروج على القانون.

جميع النقابات المهنية تحرص على ممارسة الضغط على الحكومة، للفوز بمكاسب تتفاوت من شقة لعضو النقابة، مرورًا بأندية على نهر النيل، وشواطئ البحرين الأبيض والأحمر دون نهاية بتخصيص أراض يمتلكونها فى المجتمعات الجديدة، وبعض النقابات يعيش على دعم الحكومة، ليتمكن من الصراخ فى وجهها، والمثير أن الحكومات المتعاقبة تتعامل مع هذه «القبائل المهنية» التى تأسست على أنها نقابات بخوف وحذر شديدين، دون أن تسألها عن واجباتها تجاه المجتمع.

أفهم أن تخاف الحكومة من تجمعات القبائل المهنية- النقابات- لكننى لا أفهم تجاهل أعضاء تلك النقابات للمجالس المنتخبة على تقصيرها فى حقوقهم، وهذا الهرم المقلوب حانت لحظة إعادته إلى وضعه الصحيح إن شئنا إصلاح المجتمع.. أما أن نحرص على التواطؤ والكذب على بعضنا وأنفسنا، فذلك سيؤدى إلى تكريس الفساد والإهمال والترهل مع الإحباط والاكتئاب، ونكتفى بسب الحكومات، وصب اللعنات على الوطن!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة