المخابرات البريطانية تسمح لـ"تايمز" بزيارة مقرات الاتصالات GCHQ.. الصحيفة تدخل مكان الجهاز المسئول عن إنتاج رموز التشفير للحكومة.. وتؤكد: ماكينة التجسس تتكلف 2 مليار إسترلينى

الأربعاء، 28 أكتوبر 2015 02:13 م
المخابرات البريطانية تسمح لـ"تايمز" بزيارة مقرات الاتصالات GCHQ.. الصحيفة تدخل مكان الجهاز المسئول عن إنتاج رموز التشفير للحكومة.. وتؤكد: ماكينة التجسس تتكلف 2 مليار إسترلينى رسم توضيحى لمقرات الاتصالات GCHQ
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انفردت صحيفة التايمز البريطانية بتجربة داخل أروقة أكثر منظمة سرية فى المملكة المتحدة، حيث سمحت الاستخبارات البريطانية للصحيفة بزيارة مقرات الاتصالات البريطانية GCHQ، تزامنا مع إعداد البرلمان تشريع رائد خاص بمستقبل عمليات التجسس الحكومية فى عصر التكنولوجيا الرقمية.

وقال محرر الصحيفة بين ماكنتر، الذى قام بالزيارة، فى تقريره الذى أرفقه برسم توضيحى للمكان، إنه تم السماح للتايمز بالتجول داخل مقرات الوكالة فى شلتنهام ومكاتبها شديدة السرية فى لندن، للتعرف على مستوى عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية.

وقال ماكنتر إنه اطلع على "القفص"، وهو مكان الجهاز المسئول عن إنتاج رموز التشفير للحكومة، وهو أكثر جزء سرى من ماكينة التجسس البالغ ثمنها 2 مليار جنيه إسترلينى فى المملكة المتحدة.

وجهاز GCHQ هو واحد من تسع وكالات استخبارات بريطانية تم تأسيسه لحماية المملكة المتحدة ومكافحة الجريمة. كما أنه واحد من أربعة أجهزة رئيسية وهى وحدة الأمن والاستخبارات الداخلية MI5 وخدمة الاستخبارات السرية الخارجية MI6 ووكالة مكافحة الجريمة الوطنية NCA.

ويضيف أن جهاز الاستخبارات، الذى تم اتهامه من قبل إدوارد سنودن، بإجراء "مراقبة جماعية" على المواطنين العاديين، حاول إظهار كيف يعمل مسئولوه على مدار الساعة للتعرف على حتى على الشذرات الاستخباراتية التى من شأنها أن يحمى بريطانيا من الهجوم الإرهابى، وإنقاذ الرهائن فى الخارج وتحديد مواقع المسيئين للأطفال.

ويقف الجهاز المسئول عن التنصت فى طليعة المعركة ضد الجرائم الإلكترونية والتجسس الإلكترونى. وقال روبرت هانيجان، مدير GCHQ، إن منظمته تكتشف هجمات إلكترونية واسعة كل يوم، مضيفا أن التهديد يتنامى عدديا وتقنيا وحتى من حيث التأثير.

واعترف مسئولون استخباريون بأن وكالات التجسس البريطانية الرئيسية الثلاث - GCHQ، MI6 وMI5 - اضطروا بسبب الجدل الذى تسبب فيه إدوارد سنودن، تحدى ثقافتهم عميقة الجذور الخاصة بالسرية. ويضيفون أنهم أدركوا الحاجة الملحة لإطلاع الجمهور على ما يفعلونه وكيف يفعلونه، ذلك إذا أرادوا الاستمرار فى قيادة ثقة السكان.

وسنودن هو الموظف السابق لدى وكالة الأمن القومى الأمريكى، الذى تسبب فى جدل عالمى، بعدما استطاع تسريب مئات الآلاف من الوثائق السرية الخاصة بعمليات التجسس الأمريكية والتى طالت العديد من حلفائها.

وتأسست وحدة الاتصالات الحكومية المسئولة عن مراقبة الاتصالات "GCHQ"، عام 1919 لاختراق وتحليل الاتصالات. وتتميز عن وحدتى MI5 وMI6 اللتين تتعاملان بشكل رئيسى مع المعلومات البشرية. وبينما يعتمد المواطنون البريطانيون حاليا على الاتصالات عبر الإنترنت، فإن عمل الجهاز يركز على تأمين الاتصالات والبنية التحتية الإلكترونية.

كما أن الجهاز هو المسئول الأول عن توفير إشارات الاستخبارات (SIGINT) وأمن المعلومات للحكومة والقوات المسلحة البريطانية. وSigint هو رصد واعتراض وتفسير الإشارات، إما الإلكترونية (الرادارات، وأنظمة صواريخ أرض-جو، والطائرات وغيرها، أو بين الناس (الإذاعة والنصوض أو المكالمات الهاتفية).

ويُعرف جهاز GCHQ عالميا باسم "Doughnut"، وفى حالة الطوارئ، مثل وقوع هجوم إرهابى، يتم تقسيم المبنى إلى أقسام منفصلة بحيث تستمر العمليات فى منطقة واحدة حتى لو أصاب عطلا أو تدمير منطقة أخرى. ويعمل لدى الجهاز 6 آلاف موظف فى أدوار متعددة تشمل اللغويات ومحامين وعلماء نفس وعلماء أنثروبوجيا وكذلك متخصصون فى الشأن الدولى ومحللين.

بحسب وثائق وكالة الأمن القومى الأمريكى التى سربها سنودن فى 2013، فإن جهاز الاتصالات البريطانى كان قادرا على اختراق وتخزين بيانات من كابلات الألياف البصرية العابرة الأطلسى، تسمح بمرور الإنترنت والاتصالات الهاتفية "عبر اتفاقات سرية" مع شركات خاصة وتقاسم المعطيات التى تجمعها وكالة الأمن القومى الأمريكية.


موضوعات متعلقة..



- "كله بالقانون" الحكومات تأخذ التشريعات ظلا للتجسس على المواطنين.. بريطانيا تفرض قانون لاختراق الأجهزة قريبا.. مجلس الشيوخ يحاول تقنين المراقبة ويفشل.. وأبل ترفض طلبا أمريكيا بفك تشفير أجهزتها










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة