سامح جويدة

فى وداع هانى المسيرى

الأربعاء، 28 أكتوبر 2015 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم ولن تفهم لماذا عينوا هانى المسيرى محافظا للإسكندرية، وما هى معايير اختياره، ولماذا أقالوه فجأة وقلبوه بعد ثمانية شهور، وما معايير فشله وأسباب معاقبته، ففى مصر لن تفهم أبدا أسباب (الشيل والحط). د.هانى المسيرى تخرج فى كبرى الجامعات الأمريكية، وشغل عدة مناصب قيادية بالشركات والبنوك العالمية، وللحقيقة ومنذ الأيام الأولى لم يجد أى ترحيب من الشارع السكندرى، وذلك لأسباب مختلفة، والغريب أن الدولة لم تتأثر بهذا الانطباع، فلا هى اعتبرته أحد رجالها وساندته فى الحصول على تأييد الأهالى، ولا أراحت الجماهير وأزاحته منذ البداية. الواضح أنها كانت تنتظر أن تضحى به فى أقرب كارثة أو أول شتاء حتى تكسب به بعض التصفيق والتطبيل. على أى حال، المسيرى لم يكن مكسبا للمحافظة ولا أعتقد أن المنصب كان فرصة له، خاصة أنه خرج منه بفضيحة، وإن كانت كوارث غرق الشوارع بالأمطار والسيول سببا أساسيا لخلع الكثير من محافظى الإسكندرية، وكأنهم شماعة تعلق عليها الدولة وقياداتها إخفاقهم فى حل هذه المشكلة منذ عقود طويلة، وكأن المطلوب سباك مش محافظ، وأعتقد أن وفاة خمسة أفراد بسبب هطول بعض الأمطار يستلزم أن نقف قليلا لننظر إلى أداء الدولة من أعلى قياداتها إلى أدنى مسؤول فيها، وللأسف سنكتشف بسهولة أنها لم تكن جريمة المحافظ وحده، فالرجل قال بعد حدوث الكارثة: إنه طلب من رئيس الوزراء أثناء زيارته الأخيرة للإسكندرية توفير 75 مليون جنيه لإصلاح محطات الصرف وإدخال شبكة جديدة تتناسب مع احتياجات المحافظة، ووعده رئيس الوزراء بتوفير الميزانية المطلوبة فى 2016 فهل كان على المحافظ أن يصرف من جيبه لحين توفير المال المطلوب، أم عليه أن يدعو السماء بأن تتوقف الأمطار هذا العام، علما بأن شبكات الصرف الصحى تتبع فنيا وإداريا وزارة الإسكان، لذلك كان عليهم أن يدعوا السماء هم الآخرون أو يتحمل وزيرهم جزءا من البلاء، ثم إن تحديد أوجه صرف الميزانية مسؤولية مشتركة بين وزارة المالية ورئاسة مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية وإلى حين يتم البحث والتنقيب عن سبب هذا التقصير، سنحتاج إلى أعوام وستحدث كوراث تزهق أرواح الآلاف وتحرق قلوب الملايين، وفى النهاية يخرج علينا رئيس الوزراء وهو يهلل قائلا: إن شفط المياه كان ملحمة عظيمة وإنجازا كبيرا، فإذا كان شفط آثار الكارثة إنجازا، فمتى يحدث الإعجاز ونعالج الإهمال والتقصير قبل وقوع الكارثة؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة