هذه الأيام تهل علينا الذكرى الـ 42 لحرب السادس من أكتوبر المجيدة عام 73 وهى حرب الشرف واسترداد الكرامة، وتحرير الأرض المحتلة فى سيناء، وتحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر، كما حاول الصهاينة خداع العالم العزبى وقتها، وبث روح الهزيمة واليأس من هزيمته وتحقيق الانتصار عليه، وبالتالى تحطيم معنويات المصريين وكسر إرداتهم فى معركة التحرير، وربما فى ذلك الوقت صدق بعض العرب الأسطورة الإسرائيلية، وظهرت دعوات الاستسلام ومبادرات السلام، لكن الشعب المصرى رفض التسليم، وفرض الأمر الواقع وقبول الهزيمة، ولم يتخل عن مبدأ «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»، ووقف الشعب خلف جيشه وتوحدت إرادة الأمة فتحقق النصر المبين، وتحطمت أسطورة الجيش الذى لا يقهر بعزيمة المصريين ومساندة ودعم الأشقاء العرب.
أكتوبر كانت هى معركة الثأر ورد الاعتبار لهزيمة يونيو 67 وكان النصر نهاية لمشروع إسرائيل الكبرى التى خططت له القوى الاستعمارية الكبرى برعاية الولايات المتحدة الأمريكية وراهنت عليه.
الآن وبعد مرور 42 عاما على تحرير الأرض، جاء وقت تطهيرها فى حرب لا تقل شراسة عن معارك أكتوبر، ومشروع ومخطط مشابه لإقامة الدولة الإرهابية الكبرى على أرض سيناء وبرعاية أمريكية أيضا، وبتنفيذ من جماعات الإرهاب بزعامة الإخوان، ومثلما كانت أكتوبر هى معركة الثأر من العدو الصهيونى، فإن عمليات ومعارك «حق الشهيد» هى استمرار لأكتوبر لاستكمال التحرير والتطهير من فلول الإرهاب وإفشال مخطط الفوضى الخلاقة فى المنطقة، التى تبنته واشنطن منذ تدمير العراق وجيشه، ومن بعده سوريا واليمن، وكادت أن تنجح فى مصر لولا الجيش وشعبه الذى تصدى لمشروع غزة الكبرى والدولة الإسلامية فى سيناء.
أيام العزة والانتصار تهل علينا والجيش المصرى يخوض معركة التطهير واستعادة «حق الشهيد» والثأر لكل الشهداء، الذين راحوا ضحية الغدر والخسة على أيدى جيش الظلام من الإرهابيين.
فى ذكرى معركة الكرامة والشرف والتضحية، يواصل أبناء القوات المسلحة معركة تطهير الأرض تمهيدا للمعركة الكبرى، هى معركة البناء والتنمية.