نشرت بعض المواقع التى يطلق عليها «قبطية» تقارير مبالغ فيها عن حادث جنائى بين أسرتين، مسيحية ومسلمة، وأطلقت على أثرها حملات على الـ«فيس بوك».. الغريب أن تقترن هذه الحملة المنافية للحقيقة بزيارة الرئيس السيسى للأمم المتحدة!، وكانت مجموعة «مصريون ضد التمييز الدينى»- بحسن نية- قد أرسلت للرئيس رسالة بهذا الشأن، ولكن بعد اكتشاف مؤسسها د. محمد منير مجاهد أن الرسالة ارتكزت على بعض المبالغات، تقدم بهذا الاعتذار، ولا أملك سوى أن أفرد لذلك الاعتذار مساحة مقالى، لكى يتعلم كثيرون معنى المصداقية والنبل اللذين ذهب إليهما مجاهد ومجموعته:
قمت بمشاركة زميلات وزملاء فى مجموعة «مصريون ضد التمييز الدينى» بصياغة رسالة للسيد رئيس الجمهورية، وقّع عليها نحو 100 شخصية، وحزبان سياسيان، و6 منظمات أهلية، بخصوص المعلومات المتواترة عن عمليات منظمة للاستيلاء على أراضى الأقباط فى قرية العلا بالعامرية، والاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم، والعمل على تهجيرهم قسريًا خارج القرية، كما حدث فى أماكن أخرى فى مصر، إلا أنه وردت معلومات من مصادر عديدة، ومنها شخصيات مسيحية لا يمكن التشكيك فى وطنيتها، ولا فى مناهضتها للتمييز الدينى، توضح أن حقيقة ما حدث هو نزاع على قطعة أرض بين أسرتين، تصادف أن إحداهما مسلمة «أسرة الحوتى»، والأخرى مسيحية «أسرة مكنوتى»، ورغم أن القضاء أنصف أصحاب الأرض المسيحيين، فإن الأسرة المسلمة تصدت بالرصاص للشرطة التى حضرت للقرية لتنفيذ الحكم، مما أدى لدفاع الشرطة عن نفسها، وسقوط قتيل من الأسرة المجرمة، كما حاولت بالتعاون مع السلفيين استغلال اختلاف الدين بين الأسرتين فى إثارة مسلمى القرية ضد مسيحييها، ولكن وعى مسلمى القرية أفسد هذا المخطط، حيث تصدوا لمحاولات الاعتداء السلفى على كنيسة القرية، كما تصدوا لمحاولة الهجوم على منزل صاحب الأرض، رغم نجاحهم فى الاعتداء على بعض أفراد أسرته.
الخلاصة: لم يحدث أى تهجير لأقباط أو اعتداءات على منازل بشكل موسع، أو فيه عقاب جماعى، بخلاف مناوشات بسيطة خلال الأحد 20/9/2015 وتم التعامل معها وقتها من جانب المسلمين، وهو ما يختلف عما جاء برسالتنا للسيد رئيس الجمهورية، ومن ثم فإن مجموعة «مصريون ضد التمييز الدينى» التى اكتسبت مصداقية منذ نشأتها عام 2006 لا يمكن أن تصدر رسالة تخاطب الجهات المسؤولة، بما فيها الرئاسة، وتحمل أى شبهة تهويل أو تهوين للموقف فى قرية العلا بالعامرية، لهذا فإننا نسحب هذه الرسالة، ونعتذر عنها كمجموعة، كما أعتذر شخصيًا عن دورى فى إعدادها ونشرها وطلب التوقيع عليها، وأشكر كل الذين استجابوا للتوقيع على الرسالة، ثقة فى مصداقية «مصريون ضد التمييز الدينى»، وأعتذر لهم أيضًا.
د. م محمد منير مجاهد، منسق مجموعة «مصريون ضد التمييز الدينى».. تحية للدكتور منير ولمجموعته.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة