فى الفترة الأخيرة أصبحت أشعر بالضيق من كتابة المقالات، فلا شىء مما نكتبه يجد اهتماما من أولى الأمر، اهتمام بموضوعه لا بكاتبه. فكاتبه هو آخر من ينتظر اهتماما من أحد وسعادته الكبرى فيما يكتب، أى فى الكتابة نفسها، وفى ردود أفعال قرائه، رغم هذا الضيق واظبت على الكتابة، قلت هى شهادتك على العصر.
كنت أعرف من زمان أن كتابة المقالات عبء كبير على حبى الأول وهى كتابة القصة والرواية، لكن كنت أجد الوقت طويلا، فلا عمل منتظم لى، حتى حين كنت أعمل لم أكن من الموظفين المنتظمين فى الحضور، وكنت أكثر من يحصل على إجازات طويلة.
أربع سنوات الآن وأنا أكتب فى «اليوم السابع» مقالا أسبوعيا لم يحدث أن طلب منى أحد من مسؤوليها أن أكتب فى شىء ما، أو اعترض على شىء كتبته، لكن للأسف فى الفترة الأخيرة أصبحت غير قادر على الكتابة المنتظمة، للسبب الذى أشرت إليه، وهو الضيق من عدم الاهتمام من المسؤولين بالقضايا التى أثيرها أو أناقشها، ولسبب آخر هو تأخر فى صحتى يشعرنى كثيرا بالقلق، ويجعلنى حريصا على متابعة الأطباء أكثر من حرصى على متابعة الكتابة، ووجدت أننى فى الفترة المقبلة فى حاجة إلى راحة ذهنية، كما أننى مقبل على أكثر من سفر طويل ستكون فيه قدراتى على تذكر المقال ومواعيده أقل.
وحتى لا يكون الأمر معرضا للسؤال، لماذا تأخر المقال أو لماذا لم يعد يكتب، قررت أن أعتذر عن الاستمرار فى الكتابة لبعض الوقت فقد تتحسن ظروفى الصحية والذهنية، والأهم من ذلك كله أننى مقبل على كتابة رواية جديدة، أرى أنه من الواجب أن أخلص لها وأعطيها كثيرا من روحى وعقلى، الرواية قفزت إلى روحى، وهى لا تحب أن يشاركها أحد، أو كثيرا ما تحب ذلك، سأدخل فى الرواية مدركا أن عالمها الافتراضى أفضل مما نعيش.
لن أتخلى عن كتابة المقالات عند الضرورة، لكن سأخرج عن النظام وأعيش فوضى شخصياتها وجموحها، سأحرم نفسى من التواصل مع قراء «اليوم السابع» خاصة على الموقع الإلكترونى الذى لا يزال من أفضل المواقع وأكثرها جدلا ومناقشة، لكن من يدرى قد أعود يوما.
المهم الآن هو أنى أود الاعتذار لـ«اليوم السابع» والمشرفين عليها رئيس التحرير، الأستاذ خالد صلاح، والمشرف على الصفحة الأستاذ صالح الفتيانى، وبالطبع الشكر لكل الأصدقاء فى الجريدة، وما أكثرهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة