الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: عن أزمة منتصف العمر عند الرجال

الجمعة، 30 أكتوبر 2015 01:46 ص
الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: عن أزمة منتصف العمر عند الرجال الخبيرة النفسية راندة حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع بلوغ الرجل منتصف العمر ما بين الأربعين والخمسين وبعد ما مر به من نجاحات وإخفاقات على مدار سنوات طويلة إلى أن استقر به الحال على ما هو عليه، بعد أن عانى وكافح حتى حقق مركزًا اجتماعيًا مرموقًا، وأصبح أكثر استقرارًا من الناحية المادية، وأدى جميع التزماته تجاه أسرته، وبعد زواج أبنائه، يلح عليه سؤال ويلاحقه ماذا بعد؟.

لابد أن نعرف أن احتياج الرجل للمرأة يزداد كلما تقدم به السن، فى بداية مرحلة الشباب تكون احتياجاته الجنسية وحاجاته لإشباع رغباته داخل إطار يقبله الدين والمجتمع هى الدافع الأساسى للزواج، وكلما تقدم به السن كلما زاد احتياجه لامرأة تشاركه أفكاره ومشاعره وتسانده وتمنحه الدعم النفسى وتشبع له احتياجه العاطفى.

أحيانًا ما تدفع الزوجة زوجها للبحث عن العاطفة والاهتمام بعيدًا عنها، فبمرور السنوات واطمئنان الزوجة وشعورها بالاستقرار والأمان فى حياتها مع زوجها قد تهمل فى القيام بدورها كزوجة، فتتعامل معه بشكل روتينى، بعيدًا عن أى تجديد فى المشاعر، لا تهتم بمظهرها، ولا يوجد أى اهتمامات مشتركة تجمع بينهما، أو قد تتغلب غريزة الأمومة لديها على غريزة الأنثى فتجعلها تسعى لاستكمال دورها تجاه أبنائها فنجدها مثلاً تشجع ابنتها على العمل وتتولى هى الاهتمام بشئون بيتها ورعاية أحفادها وتربيتهم لتوفر لابنتها حياة زوجية مستقرة، وتجهل أو تتجاهل رغبات زوجها ودوافعه واحتياجاته فى هذه المرحلة، ورغبته فى إثبات أنه ما زال شخصًا قادرًا على الحب والعطاء، فيشعر بأنه مهمش وأن من حقه أن يعيش حياة مستقرة مع من تشاركه مشاعره وتوفر له احتياجاته العاطفية.

هناك نوع من الرجال قد يبدأ فى الارتداد إلى سن المراهقة، ويسلك مسلك المراهقين من ارتداء ملابس فاقعة الألوان وفق أحدث صيحات الموضة، ووضع السلاسل حول رقبته، والبحث عن من تشاركه اهتمامته وتعوضه عن عناء سنوات العمل والكفاح من أجل أسرته، وقد تكون نزوة وتنتهى أو تستمر.
هناك رجل يحكم عقله ومن الممكن أن يشعر بالحب تجاه امرأة أخرى لكنه يتراجع للحفاظ على بيته وأسرته ومظهره الإجتماعى، فهو شخص متزن وعاقل ولا يترك نفسه لإهوائه أو مزاجه ودور الزوجة هنا مهم جدًا لأنها الوحيدة التى تملك القدرة على منحه ما يحتاجه من مشاعر وعاطفة وتشاركه اهتماماته حتى لا يضطر للبحث عنها خارج إطار الزواج.

هناك رجل لا يشعر بأى قلق من المشاعر التى تنتابه تجاه أخرى ومبرره أن هذا الحب هو ما يمنحه الاستقرار فى حياته وقد يختار الحب إذا ما وضع فى موضع اختيار بينه وبين أسرته، ومشاعره تكون فى الغالب صادقة ولا يمكن أن نطلق عليها فى هذه المرحلة العمرية نزوة لأنه من المفترض أن يكون قد وصل لمرحلة النضج العاطفى والفكرى والعقلى، ولديه القدرة على تحديد طبيعة مشاعره.

وهناك رجل عينه زائغة، ورجل يعانى من ملامح شخصية هستيرية فيتميز بمشاعر سطحية غير متزنة، ولا يعبأ بالآخرين وقراراته خاضعة لأهوائه وليس لعقله، وهناك رجل لم ينضج وبالتالى لا يقدر دوره ومسئوليته تجاه أسرته، وهناك من يشعر بتقدم سنه وأنه لم يعد ذلك الشاب الوسيم فيشعر بإحباط ويسعى لإثبات أنه ما زال يملك القدرة لجذب انتباه الجنس الآخر، وغيرهم الكثير من الشخصيات المختلفة التى تؤثر على عقل كل رجل وتفكيره وتدفعه لتبنى سلوك معين.












مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة