إلى الذين يزيفون الحقائق، ويسخفون ويسفهون من مصطلح المؤامرة، بقصد أو دون قصد، نضع أمام أعينهم نتائج اجتماع المخابرات الأمريكية والفرنسية وعددا من الدول الأوروبية الذى عقد يوم الثلاثاء الماضى، ليتأكدوا بأنفسهم، أن ما يحدث فى منطقة الشرق الأوسط من تمزيق الأوطان وإسقاطها تحت ذريعة ثورات الربيع العربى، ما هى إلا مؤامرة مخطط لها بعناية فائقة.
«برنار باجوليه» مدير الاستخبارات الفرنسية قال نصا فى الاجتماع: (إن الشرق الأوسط الذى نعرفه انتهى إلى غير رجعة)، معتبرا أن دولا مثل العراق وسوريا لن تستعيد حدودها السابقة أبدا من جديد.
باجوليه ألقى كلمة عيانا جهارا فى مؤتمر الاستخبارات الذى عقد فى جامعة جورج واشنطن، قال فيها إن سوريا مقسمة على الأرض، والنظام لا يسيطر إلا على جزء صغير من البلد الذى تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، الشمال يسيطر عليه الأكراد، والوسط يسيطر عليه داعش، موضحا أن الأمر نفسه ينطبق على العراق، مستبعدا تماما أن تكون هناك إمكانية أو فرص للعودة إلى الوضع السابق.
وأعرب باجوليه عن ثقته بأن المنطقة ستستقر مجددا فى المستقبل، ولكن على وجه العموم ستكون مختلفة عن تلك التى رسمت بعد الحرب العالمية الثانية.
وقائع المؤتمر لم يكن خافيا، أو تحيط بنتائجه ستائر من السرية، وإنما تم تسجيل وقائع كبيرة منه على فيديو نشره موقع الاستخبارات الأمريكية الـ»سى آى إيه».
الاجتماع كشف عن تطابق وجهات النظر بين مدير المخابرات الأمريكية الـ«سى آى إيه» جون برينان، ونظيره الفرنسى برنار باجوليه حول الوضع الجديد فى الشرق الأوسط، ولن تقوم قائمة لبلدان مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا.
وقال مدير المخابرات الأمريكية حرفيا: إنه عندما ينظر إلى الدمار فى سوريا وليبيا والعراق واليمن، لا يستطيع أن يتخيل وجود حكومة مركزية فى هذه الدول قادرة على السيطرة على الحدود التى رسمت بعد الحرب العالمية الثانية، معتبرا عودتها إلى وضعها السابق مستحيلا.
يا أيها المسخفون والمسفهون من نظريات المؤامرة، ما رأيكم فيما قالته أهم مخابرات لعبت دورا محوريا فى دعم وتأييد ومساندة ما يسمى «ثورات الربيع العربى»، عسكريا وماديا، وسياسيا؟
هل يمكن أن يخرج علينا علماء «الفضاء الوهمى»، مواقع التواصل الاجتماعى، بقيادة محمد البرادعى، وخبراء «القلووظ» بقيادة عمرو حمزاوى، والكارهون للأمن والأمان والاستقرار بقيادة علاء الأسوانى وممدوح حمزة، و«المتثورون اللاإراديون» بقيادة «نحانيح اتحاد ملاك ثورة يناير»، ليعترفوا أمام كل المصريين، بأنه بالفعل كانت هناك مؤامرة هدفها تمزيق الأوطان العربية؟ وأن هذه المؤامرة بدأت منذ دخول الجيش الأمريكى فى العراق؟!
هل يمتلك هؤلاء شجاعة وفضيلة الاعتراف بالخطيئة، والجرى لهثا وراء شعارات منمّقة ومبهرة ومدهشة، ظاهرها الرحمة وباطنها الدمار الشامل.!
الإجابة.. لا.. لن يخرجوا، ولن يعترفوا بما اعترف به أصحاب وضع سيناريو التمزيق والتقزيم والتدمير وتشريد الشعوب..!
دندراوى الهوارى
فضيحة فيديو اعترافات مخابرات فرنسا وأمريكا بتدمير الشرق الأوسط
الجمعة، 30 أكتوبر 2015 01:01 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة