بصرف النظر عما سبق وما رافق المرحلة الأولى من الانتخابات، يفترض أن يدفع القوى السياسية إلى قراءة التجربة، والتعرف على دروس ربما تكون مفيدة.
لم يكن العزوف عن النزول للجان مرتبطا بحملات مقاطعة، وإن كانت هناك قوى وأفراد دعوا أو دعموا فكرة المقاطعة، غضبا أو إحباطا، لكنهم لم يشكلوا تيارا منظما، ومع هذا هناك حاجة لإعادة قراءة الغياب، وما إذا كانت المقاطعة أتت بنتائج، لكن المؤكد أن هناك رسالة يجب أن تقرأها الدولة والجهات القائمة على الانتخابات، لتعرف اتجاهات الرأى العام، ومدى الرضا أو الرفض والتفاعل مع العملية السياسية.
من رسائل العزوف أيضا، أن هناك تيارات وأفرادا مؤيدين للدولة، و30 يونيو لم تبد راضية عن ترتيبات دفعت بمرشحين فى المقدمة، ليسوا على المستوى المطلوب، كما أن هناك خلطا بين التأييد والموقف الداعم وبين «التطبيل»، ولهذا فإن العزوف لم يكن فقط من خصوم، وإنما أيضا من قلب تيار وطنى يرى خطورة ترك الأمور فى أيدى جماعات من المستفيدين والمشتاقين والمطبلين، ممن أصاب بعضهم الغرور وعينوا أنفسهم متحدثين باسم الدولة، أو ناطقين باسم 30 يونيو، بينما هم مجرد أفراد لا علاقة لهم بها، وهؤلاء يصفون حساباتهم باسم الدولة بينما هم ينخرون فى الأساسات.
ومثلما كانت هناك رسائل من العزوف، هناك رسائل يفترض على من ابتعدوا أن يراجعوها، منها حالة الندم على خسارة بعض الوجوه المقبولة ومنها عمرو الشوبكى، ممن كاد يحقق نتائج أفضل حالا، حصل على مساندة ولو بسيطة، نفس الأمر وبالرغم من كل هذا الابتعاد والمقاطعة، هناك وجوه مرغوبة أو مقبولة خاضت معركة الانتخابات، وحققت نتائج منها فوز وجوه مثل هيثم الحريرى فى الإسكندرية أو سيدتين فى إمبابة، منهما نشوى الديب، التى خاضت تجربة مهمة، وكمال أحمد النائب المخضرم العائد، وعدد من الأقباط ممن حققوا فوزا ربما يغير قاعدة طائفية كادت تسود سنوات، وهناك مقاعد للنوبة، وحلايب وشلاتين، وهى ميزات يمكن البناء عليه واستثمارها.
هناك حاجة ليراجع البعض المقولة الرائجة من سنوات بأنه لا توجد سياسة، بينما السياسة موجودة فى الشارع، وفى نقاشات مختلفة ومواقع التواصل الاجتماعى السياسة، إذن حاضرة، لكنها ليست نفس السياسة القديمة التى يمثلها تيار «تطبيلى».
هناك حاجة لأن يراجع كل طرف قناعاته، سواء من عزفوا عن الانتخابات وابتعدوا، أو من «عزفوا» على أوتار الانتخابات، وشاركوا، كل منهم بحاجة لمراجعة تفيد فى النظر للمستقبل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة