رئيس الوقف السنى العراقى: الحوثيون لا يتحملون وحدهم مسئولية ما يجرى باليمن

السبت، 31 أكتوبر 2015 06:54 م
رئيس الوقف السنى العراقى: الحوثيون لا يتحملون وحدهم مسئولية ما يجرى باليمن الشيخ عبد اللطيف الهميم رئيس الوقف السنى فى العراق
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وصف الشيخ عبد اللطيف الهميم، رئيس الوقف السنى فى العراق، ما يحدث باليمن بالأقرب لـ"الفتنة الطائفية"، رافضا أن تتحمل جماعة الحوثيين وحدهم مسئولية ما آلت إليه الأمور فى اليمن، لافتا إلى أن هناك أطرافا أخرى-رفض تسميتها- تتحمل المسئولية أيضا.

أما بخصوص انقلاب الحوثيين على شرعية الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى، قال الشيخ الهميم خلال لقاء مع عدد من الصحفيين المصريين، "إننا لو تحدثنا عن الشرعية فى اليمن فالشرعية للرئيس السابق على عبد الله صالح".

وبخصوص الإرهاب الذى انتشر فى المنطقة على يد تتظيم داعش، قال إن الترويج لتحالف السنة مع تنظيم داعش محض افتراء وكذب، لسبب بسيط وهو عندما يدخل (داعش) أيا من المدن السنية يغادر نحو 80 فى المائة من سكان المدينة، وأحيانا يبقى بها عدد لا يتجاوز 5 فى المائة، وهم يخرجون لأنهم يرفضون ولاية (داعش) عليهم، والدليل الثانى هو عندما يفضل المواطن العيش فى خيمة خارج مدينته لا يمكن لبشر العيش بها، وهذا يؤكد رفض أهل السنّة لهذه المجموعات، فكيف إذن يتحالف السنة معهم؟!».

وشدد على أهمية تأسيس الحل الأمنى لمواجهة المتطرفين على قاعدة التوافق السياسى، مضيفا أن تنظيم داعش هو الجيل الرابع للإرهاب وتركه يؤدى لظهور جيل خامس أكثر شراسة.

وحول المسؤول عن صناعة ظاهرة «داعش»، قال الهميم إن «الأحاديث كثيرة حول (داعش)، وهناك من يقول إنه صُنع فى مختبر أميركى، وآخر يقول إنه صنع فى إسطنبول، ورأى ثالث إنه صنع فى إسرائيل، وهناك من يقول إنه صنع فى إحدى الدول العربية، وهناك من يقول: المسؤول عنه طهران، وهكذا تفرق تنظيم داعش بين القبائل، وهذا يعزز حقيقة أن (داعش) يقوم بوظيفة تخريبية ضد المجتمعات العربية وتحقيق أجندات لبعض الدول المستفيدة من كارثية المشهد.

وقال الهميم إن العراق بإمكانها العراق التخلص من "تنظيم داعش" في غضون ستة أشهر، ولكن بشروط، منها الحوار والتوافق والإرادة السياسية، منوها الى ضعف الولايات المتحدة فى محاربة الإرهاب في العراق، قائلا "إن تجربة واشنطن غير مشجعة في الاعتماد عليها، لأن ما وصل إليه العراق كان بسبب المعالجات الخاطئة وتغذية الصراع الطائفى".

ولفت الهميم إلى أن الوضع في العراق مركب ومعقد، قائلا: «إن ما يمر به العراق ليس مثاليًا، وهناك تجاوزات تحدث وقد تكون خطيرة جدا وتؤثر على نسيج المجتمع العراقي. وفي هذا السياق يكون للعقلاء دور للحل وسوف يتوصلون إلى صيغ مقبولة للخروج بالعراق من محنته، ولا يمكن أن نطلق على أي وصف على أي جهة بالعموم».

وقال رئيس الوقف السنى فى العراق عن زيارتة للقاهرة، ولقائه عدد من قيادات الأزهر ووزارة الأوقاف، " إن مواجهة الإرهاب يجب أن تقوم على أسس فكرية، وبالتالى قمنا بزيارة مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف وهى مؤسسات دينية لها خبرة طويلة في مواجهة الإرهاب وخدمة المهج الوسطى والمعتدل ولهذا نحتاج للعمل مع هذه المؤسسات ولوضع خطة استراتيجية لمواجهة الإرهاب".

وأشار الهميم إلى أن الوقف أطلق حملة لمناهضة العنف والتطرف والإرهاب خلال هذا العام، لافتا إلى أنها "تعمل على ثلاث مراحل، الأولى لمدة عام، والثانية لمدة ثلاثة أعوام، والثالثة لمدة خمسة أعوام".

وأوضح إن الهدف من هذه الحملة هو تفكيك الخريطة الذهنية والمعرفية التي تشكل مرجعية للإرهابى. والتعامل مع مفردات معرفته المغلوطة بطريقة علمية مدروسة، ولذلك نحن منذ فترة طويلة نقوم بورش عمل وندوات مستمرة في هذا الإطار.

وحول نتائج تلك الاستراتيجية، أوضح الهميم أن "تفكيك خريطة الإرهاب الفكرية يسهل التعامل معها، خصوصًا إذا أخذنا كل مفردة على حدة وقمنا بتوضيحها"، مشيرا إلى أنهم وضعوا خريطة بتلك المفردات المغلوطة والتى تصل إلى 72 مفردة، منها على سبيل المثال مفهوم الحاكمية، ومفهوم الدولة الإسلامية، والخلافة، وبالتالى تم التعامل معها فى نطاق تصحيح أصول الدين من خلال إعداد دراسات علمية.

وأشار الهميم إلى ضرورة العمل على إعادة صياغة الخطاب الدينى بما يستجيب لشروط الواقع ومتطلباته من خلال تجديد الفكر الدينى على أسس الوسطية والاعتدال، وتأهيل الخطيب من خلال دورات تدريب تجعله قادرًا على توصيل الخطاب الصحيح وإرسال الرسالة بأمانة.

وحول ما إذا كان الوقف السنى فى العراق يقوم بهذا الدور فى مكافحة الإرهاب، قال الهميم: "نحن بلد واحد لكن الاحتلال لعب على النسيج الاجتماعى والتجانس والطائفية، ورغم ذلك تجاوز الشعب العراقى موضوع الحرب الأهلية، وهو ماضٍ في تأكيد وحدة العراق والتصميم عليها، وفي المحصلة النهائية لا بد من العيش المشترك للجميع والتسوية التاريخية لمكونات المجتمع العراقي وقانون الإزاحة لا يمكن أن يعود".

وأشار الشيخ الهميم إلى أنه يرتبط بعلاقات مميزة مع كل أطياف المجتمع العراقى «سواء كانوا الإخوة الشيعة أو الكرد وغيرهم، وهذا يؤسس لشراكة حقيقية وسنصل فى المحصلة النهائية للتوافق".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة