انتهت المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب بسلام، ومن (150) قبطيا خاضوا مارثون المرحلة، خاض الإعادة (22) قبطيا منهم عشرة أقباط بمحافظة المنيا، وفاز منهم كل من: (إيهاب منصور دائرة العمرانية، واللواء تادرس قلدس دائرة بندر أسيوط، وشريف نادى دائرة بندر ملوى، لكن المكاسب الحقيقية التى تحققت على الأرض، والمكسب الأساسى فى تلك المعركة هم الشباب، الذين قادوا بعص الحملات الانتخابية، خاصة فى الصعيد وعلى الأخص فى محافظة المنيا.
كثيرون سوف يتحدثون عن العزوف، وعن الرشاوى الانتخابية والمال السياسى، وعندهم كل الحق، ولكنهم لم يروا النصف المملوء من الكوب، وهو:
أولا: فى أكثر من %50 بالحملات الانتخابية من الجيزة إلى أسوان لعب الشباب دورا محوريا فى تلك المعارك، وغلب على تكوين تلك الحملات الاندماج ما بين المسلمين والمسيحيين، على سبيل المثال حملة المرشح جون بشرى ببندر المنيا، يقودها المحامى الشاب إسلام الفولى وبيشوى إسحق، وفى بندر ملوى يقود الحملة المحامى أحمد عبدالمالك وآخرون، وفى الأقصر يقود حملة المرشح أشرف شقير، أحمد حاتم ومايكل مكرم، وهكذا.. وإذا افترضنا أن متوسط الحملات (40) شابا وشابة، سنجد أن هناك عشرات الآلاف من الشباب والشابات قد حققوا الاندماج المجتمعى المسيحى الإسلامى، وهذه أعمق النتائج، وهناك ضرورة موضوعية لتثقف هؤلاء تثقيف قيادى فى المشروع الرئاسى للشباب، وإعدادهم للمحليات المقبلة، واختيار من يصلح منهم كمساعدين للمحافظين والوزراء وقيادات المجتمع الأهلى والقطاع الخاص.
ثانيا: اضمحلال ثقافة «الكراهية» (بالطبع هناك تجاوزات فردية ومحدودة ولا تذكر).
واختفاء العنف الانتخابى، خاصة فى الدوائر العشر بالمنيا، مقارنة بما كان يحدث من قبل، ظاهرة يجب دراستها، وإدراك ماهية امتلاك المواطنين الأقباط للإرادة السياسية والتمييز، يبقى أن أؤكد على أن الوعى بين المواطنين الصعايدة قد أدى إلى فشل حزب النور فى الجولة الأولى فى المنيا بشكل كامل، الأمر الذى يدل على أن البعض دون دراية كان يبالغ فى قوة ذلك الحزب.
ثالثا: تحية لكل المرشحين والناخبين الصعايدة الذين حافظوا على سلامة الوطن ووحدة الشعب بغض النظر عن النتائج.
رابعا: %80 من العائلات البرلمانية السابقة لم يحالفها الحظ.
خامسا: %60 من أنصار النظام المباركى فشلوا فى الوصول للبرلمان.
سادسا: سقوط كل مرشحى حزب النور بمحافظة المنيا.
سابعا: عدم نجاح أى مرشح من الإخوان بالصعيد.
كل هذه النجاحات تؤكد على الوعى المتقدم للمصريين عامة وللناخبين الصعايدة خاصة.
تحية لكل من ساهم فى إنجاح هذه التجربة، بغض النظر عن كل السلبيات، خاصة استخدام المال السياسى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة