لخصت كلمات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، طبيعة العلاقات الحالية بين مصر والإمارات من جانب، ومصر ودول مجلس التعاون الخليجى من جانب آخر، فالعلاقات المصرية الإماراتية والخليجية بصفة عامة دخلت مرحلة مغايرة عقب 30 يونيو، والدعم الخليجى اللامحدود لمصر فى مواجهة التحديات الخارجية والداخلية والأزمة الاقتصادية، وعكس ذلك طبيعة المرحلة الجديدة للعلاقات بين القاهرة وعواصم الدول الخليجية، خاصة الرياض وأبوظبى والبحرين والكويت، التى رأها المراقبون أنها بداية لإعادة تشكيل النظام العربى الإقليمى بعد انهيار القوى التقليدية فيه مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا، ورأت دول الخليج أن محاولات كسر شوكة القاهرة هى بشكل مباشر تهديد واضح لدول الخليج فى ظل الاتفاق النووى بين أمريكا والغرب مع إيران، ومخاوف الخليج من التهديدات الإيرانية للمنطقة.
هنا يمكن تفسير الموقف الخليجى القادم من أبوظبى والرياض والكويت تجاه مصر، ووقوفها إلى جانب الشقيقة الكبرى التى لم تتخل طوال تاريخها الحديث والمعاصر عن أشقائها فى دول الخليج، لكن هذه المرة العلاقات المصرية الخليجية تدخل مرحلة استراتيجية جديدة، فمخاطر الإرهاب وإيران وملفات سوريا واليمن فرضت على الجانبين علاقات أعمق مما كانت عليه فى السابق.
الشيخ محمد بن راشد قال، خلال استقباله للرئيس السيسى فى دبى: «إن مصر القوية هى سند لكل العرب، والعلاقات المصرية الإماراتية ليست علاقات دبلوماسية اعتيادية، بل هى علاقات محبة وأخوة وشراكة رسخها الشيخ زايد رحمه الله، ورفع بنيانها الشيخ خليفة، ويعزز الأخوة اليوم علاقة راسخة بين الحكومتين ومصالح متبادلة بين الشعبين الشقيقين».
حاكم دبى الذى يحمل فى قلبه لمصر ولشعبها كل التقدير والمحبة، أكد فى كلماته فى حضور الرئيس السيسى، أن مصر وشعبها وقيادتها كانوا ولا زالوا شركاء لدولة الإمارات منذ تأسيسها فى كل المجالات التعليمية والثقافية والاقتصادية والحكومية، وأن العلاقات النموذجية التى بنتها الإمارات ومصر تمثل نموذج العلاقات العربية بين الأشقاء، كما ينبغى وكما أرادها زايد، وكما يحبها الشعبين الشقيقين.
إذا كانت كلمات محمد بن راشد عن مصر القوية تعبر عن رغبة حقيقية لدول الخليج، فإن مصر أيضا عليها أن تساعد ذاتها حتى تصبح القوة خارجية وداخلية.