حزب النور هو الحرية والعدالة، لا فرق إلا فى المكر والخداع والمداهنة، وقدرة حزب النور على التلون تبعا للتضاريس السياسية، رأيناهم فى مجلس الإخوان نعم الحليف والمؤيد والداعم، وكان المعزول مرسى يزين بهم المقاعد الأمامية فى الاحتفالات الرئاسية والمناسبات العامة، واعتبرهم الذراع الأخرى لأهله وعشيرته، وكانوا أصحاب الحشد الكبير فى اعتصام رابعة، ووقفوا على منصة التحريض يشعلون الفتن والحرائق، وكان شيوخهم أكثر عدوانية من الإخوان أنفسهم، وبثوا كل صنوف الكراهية والفوضى وفتاوى التكفير والتخوين، فقد خرجوا من رحم الإخوان، وتغذوا بعصارتهم ولم ينقطع الحبل السرى بينهما فى يوم من الأيام.
يلعب حزب النور الآن نفس اللعبة التى كان يلعبها الإخوان، قبل اعتلاء السلطة فى 25 يناير، المسكنة والتزلف والتقرب من الدولة وأهل الحكم، وتقديم فروض الولاء والطاعة، وينفذون من ثغرة «أصحاب نظريات الاحتواء»، الذين يزينون لصانع القرار مبررات خادعة، حول توسيع دوائر المشاركة فى الحياة السياسية، وعدم الإقصاء وكسب العناصر المعتدلة، ويا لها من خدع زائفة، جربوها فى بداية حكم عبدالناصر، فانطلقت رصاصا ساخنا حاول اغتياله فى المنشية، وأدخلوها على السادات فأودت بحياته يوم عرسه العسكرى فى المنصة، وأذاقوا البلاد كؤوس الدم، وأزهقوا أرواح زهرات من شباب الوطن.
حزب النور هو الحرية والعدالة، وأتحدى أن تجد فى برنامجهم اختلافا واحدا، إلا بيانات ذر الرماد فى العيون، كإدانة الأعمال الإرهابية فى مناسبات متباعدة، تجنبا لغضب الدولة وتحايلا على مشاعر الرأى العام، غير أن تلك الحيل لا تنطلى إلا على من يرغب فى ذلك، فالأقباط الذين قبلوا النزول فى قوائمهم، يعلمون أنهم مجرد كومبارس درجة عاشرة، ويتم توظيفهم للتدليس والخداع والإيحاء بالمواطنة الكاذبة، وقبلوا ذلك بكامل وعيهم أملا فى أن ينالوا من المولد بعض الحمص، حتى لو انقلب إلى حصى وزلط تحت ضروسهم، ويتناسون أنه فى عام حكم مرسى، تم حرق أكبر عدد من كنائسهم، وتعرضوا للتهجير القسرى فى بعض القرى، وكان حزب النور والسلفيين داعمين ومؤيدين لاضطهادهم، ولم يصدر عنهم بيانا واحدا للدفاع عنهم.. آفتنا هى النسيان، ومن دوائر النسيان يتسلل الإخوان إلى البرلمان، تحت عباءة حزب النور.