3 مستشفيات بالقاهرة والجيزة تستقبل أهالى الحجاج لإجراء تحليل الـDNA.. ابن إحدى المفقودات: "عاوزين نعرف أهالينا فين؟ والمسئولين مش بيعبرونا وياريت يحسو بينا"‎

استقبلت 3 مستشفيات حددتها وزارة الصحة اليوم أقارب الحجاج المفقودين لإجراء تحليل الـDNA فى محاولة للتعرف عليهم من خلال التحليل وهى مستشفيات دار السلام ومعهد ناصر والشيخ زايد.

والتقى "اليوم السابع" بعدد من الأهالى لمعرفة تفاصيل أكثر وموعد آخر اتصال بينهم وبين المفقودين، حيث قال عبد الرازق قرنى، ابن الحاجة زهره حسن حسين عبد الله التيجى، المفقودة، إن والدته لم يتم العثور عليها بين الوفيات أو المصابين حتى الآن.



وتابع قرنى خلال وصوله مستشفى دار السلام لإجراء تحليل DNA، أن المسئولين لم يردوا على هواتفهم حتى الآن، وهناك تقصير منهم فى متابعة الحالات، ووجه رسالة للمسئولين: "حسوا بينا وبحرقة قلوبنا وطمنونا واهتموا بأهالينا شويه ومش عاوزين غير جثثنا".

وأضافت الدكتورة "نجوى.م"، زوجة الدكتور محسن محمد نجم الدين، الأستاذ بكلية طب بنها، وأحد المفقودين، إن زوجها يبلغ من العمر 56 عامًا، وذهب إلى الحج من خلال إحدى الجمعيات الأهلية بالشرقية، وكانت آخر مكالمة بينهما يوم وقفة عرفات، وقال لها "كل سنة وأنتى طيبة يا غالية، أنا دعيتلك أنتى وبنتى على عرفات، ربنا يجعل دعايا من نصيبكم".

وتابعت الدكتورة نجوى: "بعد يوم عرفات، لم يرد هاتفه حتى اليوم، ثم حاولنا الاتصال بمشرف الرحلة فلم يرد ودب الرعب فى قلوبنا خاصة بعد أن علمنا من وسائل الإعلام عن حالات الوفاة الكثيرة التى وقعت إثر حادث تدافع منى".

وأضافت زوجة الفقيد: "أجريت اتصالا بالمشرفين الذين نعرفهم جيدًا وأخبرناهم بما حدث، فتوجهوا إلى الفندق الذى يقيم به وأكد لى أحدهم أنه تواصل مع مشرف المجموعة التى سافر معها زوجى، وجمع أغراضه بعد اختفائه".



وفى السياق ذاته، فوجئ المتواجدون بأحد المستشفيات بوصول طفل لا يتخطى عمره 10 سنوات بصحبة ابن عم والده لتسجيل بياناته وانتظار استدعائه إلى غرفة الطب الشرعى لسحب عينة الحمض النووى DNA.

قال محمود، ابن عم على صدقى محمود، المفقود فى حادث تدافع منى، إنهم تلقوا اتصالا أخيرا منه فى يوم وقفة عرفات وأخبرهم أنه بصحة جيدة وسيتجه صباح اليوم التالى لتأدية رمى الجمرات برفقة عدد من الأشخاص تعرف عليهم خلال رحلته.

وأشار محمود إلى أن أصدقاء ابن عمه أكدوا أنه كان على قيد الحياة بعد التدافع، وشاهدوه يحاول مساعدة قوات الأمن فى نقل الجثث وإسعاف المصابين، لكنهم سرعان ما فقدوا رؤيته والاتصال معه.

وتابع: "جئنا بصدقى ابنه البالغ 10 سنوات لأخذ عينات منه علنا نصل لأخبار تطمئننا عليه أو نتعرف على جثته لكننا لم نخبر الطفل بأننا فقدنا الاتصال بوالده، وأحضرناه كما لو كانت نزهة فهو مازال طفلا ولا يعلم سوى أن والده يؤدى فريضة الحج ولم يحن موعد عودته".

وبدأ مستشفى دار السلام العام، فى استقبال أهالى المفقودين بالسعودية لإجراء تحليل الـdna حيث أكد الدكتور ياسر أبو طالب، مدير المستشفى، أن مستشفيين أخريين يستقبلان أهالى المفقودين وهما معهد ناصر والشيخ زايد، مؤكدًا أن الحالات التى ليس لها تواجد لدينا فى الكشوفات نوجهها بسيارات من المستشفيين الأخريين.

وأشار مدير مستشفى دار السلام إلى أن وزارة السياحة دفعت بمندوب لمتابعة تحاليل DNA داخل المستشفى ومندوب من الطب الشرعى ومندوب من وزارة الصحة.



وبدروه، قال الدكتور هشام زعزوع، مدير مستشفى معهد ناصر، إن المستشفى استقبل 13 حالة من أقارب المفقودين منهم 4 حالات تم تحويلهم إلى مستشفى الشيخ زايد لكونهم ليسوا ضمن الـ47 حالة المسجلة بالمستشفى.

وأضاف زعزوع، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه لا يوجد موعد محدد للانتهاء من إجراء تحاليل DNA، المستشفى مستمر فى استقبال الحالات.

وأوضح مدير معهد ناصر، أن صلة قرابة الأهالى المطلوبين لأخذ عينة الحمض النووى فى حالة الذكر غير المتزوج الأب والأم، والأنثى غير المتزوجة الأب أو الأم بجانب 2 من الإخوة، وللذكر فاقد الأم، الأب فقط، والأنثى فاقدة الأم، الأب بجانب أحد الإخوة، وللمتزوجين ذكر أو أنثى يتم سحب العينة من الزوج أو الزوجة مع 2 من الأبناء.

وتابع: للذكر فاقد الأهلية ولا يوجد له أقارب من الدرجة الأولى، فيتم سحب عينات من 1 أو 2 من الإخوة الذكور أو 2 من أبناء العموم المباشرين مع استبعاد الإخوة الإناث، وللأنثى بدون الأب أو الأم فتتم من خلال 2 من الإخوة أو الأخوات.

وقال فراج ابن إحدى المفقودات من داخل مستشفى الشيخ زايد: "تلقيت اتصالًا من أمى يوم عرفة ودعت لى وقالت خلوا بالكوا من نفسكوا أنا حاسة أنى مش هعرف اكلمكوا تانى، فطلبت منها ألا تقول ذلك مرة أخرى وأن تدعو لى ولإخوتى فى كل خطوة تخطوها خلال تأديتها الحج".



وأضاف فراج: "كل ما أتمناه أن تدفن أمى فى مصر حتى نستطيع زيارتها، وأنا جئت إلى المستشفى فى السابعة صباحا من الإسكندرية ورحم الله موتى المسلمين جميعًا".

كان الدكتور أحمد عماد، وزير الصحة والسكان، عقد مؤتمرًا صحفيًا مساء أمس للإعلان عن تفاصيل سحب عينات DNA من أهالى المفقودين فى منى وأعلن أرقام الخط الساخن للسؤال أو الاستفسار عن أى شىء يخص سحب الـDNA وهى "105"، و"137".

وقال الوزير: "على من يريد الحصول على أى معلومة، الاتصال بهذه الأرقام التابعة لوزارة الصحة، وتم التعاون مع وزير العدل من خلال وفد من العاملين بالطب الشرعى الذين يسحبون العينة من أهالى المفقودين".

كما أعلن الدكتور أحمد عماد، تقريرًا عن الأعمال الطبية المصرية بالحج حيث تكونت البعثة من 365 عضوًا طبيبًا وموظفًا ومراقبًا صحيًا وموظف "آى تى" وبدأت اللجنة عملها قبل السفر، مؤكدًا أن عدد الحالات المترددة على العيادات التى أنشئت فى مكة والمدينة وجدة بلغت 55 ألفًا و451.

وأضاف وزير الصحة، أن 63 ألف حاج مدرجون فى ملفات الوزارة خلال أعمال الحج الأخيرة، مؤكدًا أن 204 حالة دخلت مستشفيات مكة وجدة والمدينة المنورة خرج منها 139 حالة ومتبقى 65 حالة بصفة عامة وليس حادث منى فقط.

وأضاف وزير الصحة، أن الاشتباه فى الـ14 حالة كان بسبب ارتفاع درجة حراراتهم أو سعال أو مع أى عرض من أعراض أنفلونزا الخنازير والأنفلونزا الموسمية وفيروس كورونا.



وأكد وزير الصحة، أن 9 حالات من بين الـ14 الذين تم الاشتباه فيهم تبين سلبيتها و5 منها تحت الملاحظة بمعرفة وزارة الصحة، قائلا: "من خلال المسح لم يظهر لنا أى آثار من الكورونا عندهم سخونية وأعراض أخرى ولسه نتيجة عيناتهم لم تظهر".

وأضاف الوزير: "للتسهيل قسمنا أهالى المفقودين بحيث يتم استقبال أهالى حجاج السياحة بمستشفى دار السلام العام ويستقبل مستشفى الشيخ زايد آل نهيان أهالى المفقودين من حجاج الجمعيات "التضامن" والقرعة، ويستقبل مستشفى معهد ناصر حجاج الأفراد "الفرادى" والحجاج الذين لا ينتمون للسياحة ولا التضامن ولا القرعة وذهبوا للحج بطريقتهم الخاصة".

كما أضاف أنه بعد زيارته للمملكة العربية السعودية اختلف التعامل مع البعثة المصرية تماما، قائلا: "سمحوا لنا بدخول مشرحة المعيصم وقبل ذلك كان فيه تحفظ ومضايقة لكل البعثات من السلطات السعودية ولكن بعد لقائى مع وزير الصحة السعودى اتصل بوزير الداخلية السعودية وتم التنسيق بتسهيل إجراءات الحجاج المصريين والبعثة المصرية".