كنا فى «اليوم السابع».. قد رصدنا ما يحدث بحيادية شديدة، لصالح المؤسسة الحمراء، وأيضًا لمساندة التغيير الذى كان مطلبًا، مادام حمدى والخطيب قد ابتعدا بحكم قانون جائر لم ينفذ إلا عليهما.
قلنا إن المجلس الحالى وقع تحت ضغط شديد لتسديد فواتير عديدة.. فهى المرة الأولى التى يأتى مجلس إدارة فى القلعة الحمراء، وعلى وجهه حمرة خجل ظنا منه أن الكل صاحب فضل فى توليه المسؤولية!
كان المعروف عن الأهلى المؤسسة أن المجلس سواء فى زمن صالح سليم- رحمه الله- أو مع مجلس حسن حمدى، أن يحتفل القانعون بهؤلاء ثم ينصرف الجميع للعمل لصالح الأهلى.. ليبقى فوق الجميع!!
قال صالح سليم.. قبل انتخابات- رحمه الله- وفى الساعات الأخيرة: «يا سادة .. المؤسسات لا تحكمها المدرجات، ولا الضغوط الإعلامية».
فماذا فعل مجلس محمود طاهر؟!
استجاب لكل الضغوط.. بل ألمح إلى أن بقاء مبروك هو مطلب جماهيرى يسانده الإعلام بنسبة كبيرة، بل أكد البعض أن السؤال العكسى لمن يطالبون بالتغيير لصالح الحداثة هو: «هل يمكن أن تخلع مدربا هزم الزمالك؟! وكيف ستواجه الجماهير والإعلام.. إذا أخفق خواجة؟!».
تلك الجمل.. والطريقة لم تكن فى القاموس الأحمر أبدًا.. فمن أدخلهما؟!
البداية كانت خطايا عديدة.. فلم يكن مقنعا أبدا أن «يشيل» علاء عبدالصادق وحده حقيبة كرة القدم الحمراء، التى كان يحملها قبله لجنة كرة، ومديرو كرة للفريق!
وبالتالى فإن وجود وائل جمعة مديرًا للكرة .. كان كفيلاً بأن يواجه الصخرة، كل المشاكل .. خاصة أنها جولته الأولى فى تولى المنصب.. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى.. كان يجب أن يتم اختيار شخصية صاحبة خبرة مثل «زيزو» مثلاً.. ومعه جمعة كبداية، إلى أن يكتمل نضج الصخرة.. فراح أمل تفريخ مدير كرة قوى!
الأزمات الكروية الحمراء.. كانت مثل النار التى يخفيها الرماد.. إلى أن جاءت رحلة تونس، التى أكدنا خلالها أن المجلس الأحمر يضغط على طاهر لإقصاء عبدالصادق، الذى خرج وأكد ما نشرناه، لكنه قال إنها مؤامرة من بعض أعضاء المجلس.
تلك الواقعة كانت بداية دخول هشام العامرى، شقيق العامرى فاروق، عضو مجلس إدارة الأهلى الأسبق، ووزير الشباب والرياضة الأسبق الذى كان مساندا وداعما لطاهر وقائمته ضمن دائرة اهتمام عبدالصادق ليخرج العامرى مدافعا عن عبدالصادق، رغم أن شقيقه العامرى أعلن غير مرة أنه يشعر بغصة ومرارة من ابتعاد طاهر والمجلس عن نصائحه، بل الانقلاب عليه وعلى شقيقه، وكانت بداية الانشقاق فى المجلس، ودفع ثمنها وائل جمعة.
من ينسى التهاون الكبير مع نجوم خرجوا عن النص مع المدير الفنى ومدير الكرة، ولم توقع عليهم العقوبات المعتادة فى مؤسسة بحجم الأهلى؟
هناك أيضا أخطاء إدارية بالجملة، فعلاء عبدالصادق هو من أقنع طاهر بوجوب التجديد لجدو وعبدالفضيل واستعادة فتحى الذى رحل محترفا فى قطر لصالح مستقبله والأهلى يحتاجه، لكنه الاحتراف، فعاد فتحى بعيدا عن مستواه!
أيضا لم يحرك من يدير الكرة ساكنا بينما يعمل جهاز كرة «ناقص» فنيا.. وعدده «3» أفراد.. بينما كان آخر جهاز للأهلى مكونا من 4 خواجات بخلاف المصريين.. ولعل الأهلى كان سباقا دائما بإدخال كل تطوير إلى الملاعب والإدارة الرياضية المصرية.. لكنها الفواتير!
سقط نجوم كثر بالإصابة فى المران، وغاب آخرون لعدم جدوى الإعداد والأحمال.. وراجعوا القائمة!
على الجانب الإدارى، لم يستفد الأهلى بصفقتين من العيار الثقيل أحمد حجازى ورامى ربيعة اللذين أصبحا محط اهتمام جهاز منتخب مصر فى واقعة غير مسبوقة، لأن النادى تورط فى الإبقاء على جدو وعبدالفضيل، بل البرازيلى هنيدريك.. الذى كان يمكن لجهاز مبروك «الناقص» أن يحاول إخراج البرازيلى الذى بداخله؟!
أظن أنه لن ينسى أحد، لكن ربما يغفر كثيرون لجهاز الكرة.. رفض ضم «كهربا» وقال مسؤولو الجهاز وعبدالصادق: ليس هناك «أمارات» فنية لضم كهربا.. ليتألق مع الزمالك بكل وضوح!
الانقسام الذى أحدثته حالة تسديد الفواتير الانتخابية، أثر فى وحدة الأهلى، وأصبح رئيس المجلس فى موقف لا يحسد عليه!
الأغلب الأعم أن خروج الأخبار، وتوظيف الإعلام لصالح الأفراد، كان خطأ جديدًا على الأهلى، فباتت أمور كثيرة داخل المجلس تكشف للإعلام بصورة لم يشهدها النادى الكبير من قبل!
ليس هذا وحسب، بل لم يعد هناك «رأس» للإعلام الأحمر.. فعندما أعلن رئيس المجلس بدء الاتفاق مع عدلى القيعى ليعود ويقود الإعلام الأحمر، لم يستطع الرئيس أن ينفذ الاتفاق، لأن أعضاء كثرا فى المجلس لم تعجبهم عودة القيعى.. لكنهم لم يشكلوا أغلبية.. لهذا فإن الأمل فى عودة القيعى لايزال قائما!
الآن.. بدأ طاهر رحلة البحث عن الذات.. ووجه نائبه للخروج والإعلان عن ثورة تصحيح، قبل فوات الأوان، ولعل هذا ما دفع طاهر لإنهاء الاتفاق مع جهاز فنى أجنبى مشكل من مدير فنى ومساعده، على أن يتولى عبدالعزيز عبدالشافى مهمة مدير الكرة، حتى يمكن إنقاذ الفريق، مع تقويم الإدارة، يرفع اسمى جدو وعبدالفضيل من الخدمة، وقيد حجازى وربيعة قبل السوبر أمام الزمالك، على أن تبدأ أركان الثورة بـترتيبات إعلامية، وأخرى إدارية، لسد كل الثغرات التى فتحت رياح الأيادى المرتعشة بسببها ثقوبا فى جدران القلعة الحمراء.
فهل يبدأ مشوار الثورة الحمراء للتصحيح فى الوقت المناسب، على أن يدير الجهاز الفنى الجديد مباراة السوبر دون تحمل مغبة نتيجتها، بعد الخسارة المهينة أمام أورلاندو الجنوب الأفريقى، وخسارة آخر بطولة كان يمكن أن تسعد جماهير الأحمر.
عدد الردود 0
بواسطة:
الكابتن غزولى
نبتدى منين الحكاية