باسم مرسى يسير فى طريق شيكابالا بسرعة الصاروخ، وإذا رضخ له الزمالك وقام بتدليله، فسيعود زمن الهزائم والانكسارات وضياع البطولات، فاللاعب يظن أنه وحده صانع السعادة والبطولات، وظهرت عليه أعراض الغرور والعظمة وركبه شيطانه، ويهدد بترك الزمالك فى الانتقالات الشتوية، ويصر على أن يعتذر له المستشار مرتضى منصور كشرط للتصالح، مع أن «لحم كتافه» من الزمالك، وهو سبب نجوميته وشهرته ولم يعط للقلعة البيضاء أكثر من عام، أخذ فيه أكثر مما أعطى، وحقق ما لم يكن يحلم به، وقبل ذلك كان ينحت فى الصخر فى ناديه المغمور الإنتاج الحربى، ورفضته أندية عديدة منها الأهلى، ووجد نفسه فى القلعة البيضاء، مع مجموعة من النجوم المغمورين، فصنعوا موسما استثنائيا، وحققوا إنجازا رائعا.
باسم مرسى ليس النجم الأوحد، فمعه مواهب لا تقل عنه وأحيانا تفوقه، الشناوى وكوفى وعلى جبر وحازم إمام وإبراهيم صلاح وطارق حامد وكهربا وأيمن حفنى، ووفر لهم مجلس الإدارة لبن العصفور، ومدير فنى على مستوى عال يكلف خزينة النادى أعباء باهظة، وخلفهم جمهور يُضرب به المثل فى الصبر والتحمل، بما يعنى أن الزمالك ليس هبة باسم مرسى، وإنما منظومة متكاملة كتب الله لها النجاح، بسبب الإخلاص والتفانى والرغبة فى إثبات الذات، وكانت آفة الزمالك هى «المعلمين»، وفى وقت كان يلعب فيه شيكابالا وعمرو زكى وميدو وبشير التابعى وغيرهم، توالت الهزائم وعاش الزمالك سنوات عجافا طويلة، تخلص منها عندما تخلص من المعلمين، اعتمد على مجموعة من اللاعبين الذين لم يلعبوا من قبل للزمالك، ولكنهم تحدوا المستحيل من أجل الزمالك.
باسم مرسى يريد أن يكون معلما وزعيما، وكلما صام عن التهديف لجأ لاختلاق المشاكل وصنع الأزمات، وهو يعلم جيدا أنه لاعب مهم جدا، ولكن الزمالك لن يقف عليه وفى صفوفه من يملأ مكانه وينتظر الفرصة، وموهبته لن تحميه إذا لم يتسلح بالأخلاق العالية، وركز كل جهده وتفكيرة فى المستطيل الأخضر فقط، وليس الزعامة والجمهور والألتراس، فالجمهور سيرفعه فوق الأكتاف إذا أحرز الأهداف، وسيقذفه بالطوب إذا أخطأ وتمرد على ناديه، ياليته يعقل قبل فوات الأوان، ويضع نصب عينيه مأساة شيكابالا.