صبرى الديب

أسطورة عبد العاطى

الخميس، 08 أكتوبر 2015 08:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أعتقد أنه من الممكن أن تمر ذكرى انتصارات أكتوبر 1973 دون الحديث عن الأسطورة المصرية (محمد عبد العاطى) الذى أطلق عليه قادة الجيش المصرى فى ذلك الوقت اسم (صائد الدبابات)، وذلك بعد أن نجح فى تدمير 26 دبابة ومجنزرة إسرائيلية خلال حرب أكتوبر.. والذى ظل غامضا لا يعرفه أحد سوى فى 6 ديسمبر 1973، وتحديدا يوم الاحتفال التاريخى بافتتاح (معرض غنائم حرب أكتوبر 1973) بمنطقة الجزيرة وسط القاهرة، عندما دخل المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية وسط احتفالات مصرية ضخمة، وتوقف أمامه فجأة وسط ذهول الجميع، وظل يشد على يديه ويتبادل معه أطراف الحديث طويلا، وعلى وجهه ابتسامة عريضة، ثم تركه وانطلق وسط عشرات المسئولين وأمسك بالمقص، تمهيدا لافتتاح المعرض.. وفجأة التفت وسأل: فين عبدالعاطى؟.. ومد يده بالمقص قائلا: تفضل قص الشريط أنت يا بطل.

وقد روى لى عبدالعاطى ـ رحمة الله ـ أنه فى يوم 8 أكتوبر دفع به العميد عادل يسرى قائد اللواء 112 مشاة مع طاقمين آخرين كل منهما مكون من 3 أفراد، فى محاولة لصد اندفاع هجوم اللواء 190 مدرع الإسرائيلى بقيادة "عساف ياجورى" الذى دفعت به إسرائيل، لوقف توغل القوات المصرية فى سيناء.. إلا أن الظروف جعلت أحد تلك الأطقم يتعثر فى الرمال .. فى الوقت الذى فرضت الطبيعة الجبلية عليه وعلى الطاقم الآخر، الانحدار فى موقع منخفض للغاية لا يمكن منها توجيه أى صواريخ، فى مواجهة قمم جبلية احتلتها دبابات العدو .. فما كان من عبد العاطى إلا أن استعان بالله ووجه صاروخا من طراز "فهد" فدمر الدبابة الأولى بمن فيها.. وصوب جاره "بيومى" صاروخا آخر فأصاب الدبابة المجاورة .. فتبعه عبد العاطى بصاروخ آخر فأصاب .. وتبعه "بيومى" بصاروخ فأصاب .. وظل عبدالعاطى وبيومى يواليان الإطلاق، دون توقع من القوات الإسرائيلية أن مثل هذا الموقع من الممكن أن يطلق منه طلقة واحدة، حتى نجح عبدالعاطى فى خلال 20 دقيقة فى تدمير 13 دبابة، ونجح بيومى فى تدمير 7 دبابات، واضطرت باقى الدبابات الإسرائيلية إلى الانسحاب أمام الطلقات المجهولة التى ترد إليها واحدة تلو الأخرى وهم فى حيرة من أين تأتى؟.

وذكر لى عبدالعاطى: أن تعطل الطاقم الثالث فى الرمال كان لحكمة، حيث دفعت إسرائيل بدبابة قامت بالالتفاف فى محاولة لكشف الموقع الذى كان يطلق منه، فاصطدمت بالطاقم المتعثر فأطلق عليها قذيفة دمرتها.

كما حكى لى عبدالعاطى أنه فى يوم 10 أكتوبر، جذبوه زملاؤه من سترته وهو نائم، ويصرخون (الحق يا عبدالعاطى .. الحق يا عبدالعاطى) فإذا به يجد 3 دبابات إسرائيلية ومجنزرة يحاولون اقتحام موقعهم .. وأقسم لى عبدالعاطى أنه وضع يده على زر الإطلاق فى أقل من ثانية، فخرج الصاروخ الذى يسير بسرعة 120 مترا فى الثانية فى اتجاه مخالف تماما لاتجاه الدبابة.

ويقول: حاولت أن أعدل من اتجاه الصاروخ قدر المستطاع، وكانت مفاجأة لى أن وجدت الصاروخ يغير اتجاهه من اليمين إلى اليسار بشكل عجيب وكأن يد خفية عدلت من اتجاهه ليصيب الدبابة ويدمرها بمن فيها تماما .. وأقسم لى أنه لو حاول أن يعدل من اتجاه هذا الصاروخ ألف مرة ما أصاب الدبابة كما حدث.

ولكنها قدرة الله التى أعز بها المصريين ووهبهم النصر فى أكتوبر 73.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة