د. شادية خليل تكتب: وكأن التاريخ يُعيد نفسه

الخميس، 08 أكتوبر 2015 02:03 م
د. شادية خليل تكتب: وكأن التاريخ يُعيد نفسه عناصر تكفيرية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما يحدث فى منطقة الشرق الأوسط والدول الإسلامية من اضطرابات وصراعات دامية ذكرتنى بما سجله لنا التاريخ فيما سبق، وكأن التاريخ يُعيد نفسه مرة أخرى، لنجد تطابقًا إلى حد كبير فى الأحداث بين ما يحدث فى وقتنا الحاضر وبين ما حدث فى القرن السابع الهجرى.

حينما اجتاحت الهجمات التتارية معظم الدول العربية والإسلامية، وكان سبب نجاح هذه الهجمات على الدول الإسلامية هو تدهور الحالة السياسية وفرقة العالم الإسلامى، هذا الوهن والضعف ساعد قلة قليلة يتزعمها جنكيز خان أن يجمع الناس حوله من جميع الجنسيات ليكَّون قوة عسكرية جبارة استطاع من خلالها أن يجتاح مدنًا وبلدان عدة ليقضى على كل ما هو أخضر ويابس؛ فكانت حروبهم حروبًا تخريبية غير طبيعية، فكانوا يدخلون المدينة يدمرونها ويقتلون سكانها، لا يفرِّقون فى ذلك بين رجل وامرأة، ولا بين رضيع وشاب، ولا بين صغير وشيخ، ولا بين ظالم ومظلوم، ولا بين مدنى ومحارب، وتميزت حروبهم أيضًا برفض قبول الآخر. وكانت ديانتهم هى ديانة مختلطة من الأديان جمعها جنكيز خان فى كتاب واحد وهى خليط من بعض (الشرائع الإسلامية، المسيحية، البوذية، وأضاف من عنده شرائع أخرى) وكأن هذا الكتاب كالدستور بالنسبة للتتار.

أما ما نحن عليه الآن ففى البداية ظهرت فئة قليلة تسمى "داعش" فى العراق والشام تبنت أفكارًا غريبة أرادت أن تطبقها من أجل إعادة "الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة"- حسب اعتقادهم– فأفكارهم تتضمن (السلفية الجهادية والوهابية وبعض أفكار ورؤى الخوارج)، فى البداية كنا نسمع عن تنظيم داعش الإرهابى كأنه وهم أو خيال إلى أن بدأ تنظيمه فى الاستمرار فى الأعمال الجهادية التخريبية، وقتل النفس بغير حق، ومحاربته كل من يُخالف آرائه وتفسيراته الشاذة من المدنيين والعسكريين ووصفهم لهم بالرِّدة والشِّرك والنفاق ويستحل دماءهم، كما قاموا بخطف المدنيين سواء كانوا عربًا أو أجانب واستحلوا دماءهم بدون أى ذنب قد ارتكبوه واقترفوه، انعدمت لديهم كل معانى الإنسانية لتصبح كُل من دولة (سوريا، والعراق، وليبيا) مدن أشباح يستحيل أن تعيش فيها البشرية. هذا بالإضافة إلى بعض الأعمال الانتحارية التى نفذها التنظيم فى بعض الدول العربية. ولا ننسى فى هذا المقام ما تعانيه دولة اليمن الشقيق من حروب واضطرابات وصراعات بين الشمال والجنوب أى بين (الحوثيين والسلطة الشرعية) راح ضحيتها كل معانى الإنسانية.

هذا التطابق فى الأحداث، لولا أن سجله لنا التاريخ كُنا ظننا أنه وَهم أو خيال قد كتبه من هو صاحب خيال واسع، ولكن متى تتحد الأمة العربية والإسلامية، وتنتصر العروبة على كل خلافاتها وتحاول أن تتقبل الآخر، وتتحد لتنتصر على شياطين الأرض سواء كانوا الدواعش أو من هم على شاكلتهم، وتنتصر على كل من هو خائن للعروبة وباع ضميره وإنسانيته، وباع عروبته لدول الغرب من أجل مُلك زائل؟ متى ستتحد الإنسانية العربية من أجل الحفاظ على ما تبقى من الإنسانية؟

وأخيرًا لا أستطيع أن أختم رسالتى للعروبة غير قول الله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة