حتى الآن لم يحسم منظمو احتفالات ذكرى حرب أكتوبر المجيدة التى حضرها رئيس الجمهورية مساء الاثنين، الجدل الذى تسبب فيه عرض أوبريت «عناقيد الغضب» لمؤلفه الشاعر السعودى الدكتور عبد الرحمن العشماوى الذى تعتبره وسائل إعلام جماعة الإخوان أحد الشعراء المعارضين فى العالم الإسلامى لثورة 30 يونيو وللرئيس السيسى، فالعشماوى تحتفى به قنوات الإخوان وتعرض قصيدته «ما فاز من سفك الدماء وأهدرا.. وعلى الجماجم والضلوع تبخترا».
حالة الغضب من وجود شاعر معروف بموقفه المؤيد للجماعة الإرهابية والمعادى لإرادة الشعب المصرى، تجاوزت الأوبريت المهدى من إمارة الشارقة بمناسبة احتفالات أكتوبر بمشاركة كبار المطربين من مصر والإمارات، فمعنى عرض أوبريت من تأليف شاعر إخوانى الهوى دون توضيح الأسباب من الجهات المعنية يثير الشكوك، ويطرح أسئلة كثيرة ربما أبسطها، هل لا تعرف الجهات المسؤولة عن تنظيم الاحتفالات، وهى جهات أمنية بالطبع، مؤلف الأوبريت؟ وإذا لم تكن تعرف فهذه مصيبة حقيقية تلامس حدود الفضيحة، وإذا كانت هذه الجهات تعلم هوية المؤلف وموقفه، ووافقت على العرض، فلتوضح لماذا وافقت؟ وهل تمت الموافقة إحراجا من الإخوة الأشقاء فى الشارقة، وتحت ضغط الأمر الواقع؟ وهل لم يتم الاعتراض على الشاعر السعودى العشماوى، أم تم العرض بصفقة ما غير معروفة لتمرير اسم المؤلف؟
بصراحة ما حدث أمر مستغرب جدا، وفى مناسبة وطنية خالصة، وفى ذكرى انتصار أكتوبر، ولا نلوم على أصحاب الأوبريت الدينى وإنما نلوم على أنفسنا، وعلى من سمح به فى حضور الرئيس وكبار رجال الدولة، وهو ما استغلته الدعاية الإخوانية ووصفته بالفضيحة، فالشاعر السعودى الإخوانى لم يعلن تراجعه عن موقفه، بل له مواقف وآراء إخوانية سافرة ضد مصر والرئيس السيسى، منشورة على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك وتويتر، واليوتيوب وله قصيدة أخرى فى أحداث الحرس الجمهورى يصف فيها الرئيس والجيش المصرى بأقذر الأوصاف.
من المسؤول عما حدث فى احتفالات أكتوبر؟ ومن وافق على العرض؟ من لديه التفسير والإجابة عليه توضيح الحقيقة نرجوكم؟