التذكير بأبطالنا الذين يهدون مصر الانتصار هو واجب، بل فرض على كل صاحب قلم ينير المصريين والعرب بتاريخهم المضىء، وفى انتصارنا على إسرائيل فى حرب أكتوبر 1973 كان الضابط مهندس «باقى زكى يوسف» واحدًا من الأسرار الكبرى والعظيمة لهذه الحرب.. هو نموذج لعبقرية المصرى، والتصميم على مواجهة أصعب الظروف بعبقرية التفكير، هو ضابط فى سلاح المهندسين فى الفترة من عام 1954 حتى عام 1984، وإليه يعود الفضل فى التوصل إلى هدم خط بارليف الذى بنته إسرائيل كأقوى خط تحصين دفاعى فى التاريخ.
إعادة التذكير بقصة هذا البطل هى مقاومة لمحاولات تجريف الذاكرة الوطنية التى تنسب أشياء لغير أصحابها، وتأكيد على أن حرب أكتوبر بدأت منذ اللحظة التى تلت نكسة 5 يونيو 1967، حين بدأ جيشنا العظيم فى خوض حرب الاستنزاف، وهى الحرب التى تكره إسرائيل سيرتها لهزيمتها فيها، ويكرهها قليل من المصريين لأنهم يكرهون قائدها جمال عبد الناصر، ويقودهم ظلام العقل والقلب إلى إغفال أنها الحرب التى استشهد فيها قائد الجيش الفريق عبدالمنعم رياض وهو على خط المواجهة ضد إسرائيل.
وحتى نعرف قيمة ما قدمه البطل «باقى زكى يوسف» لابد أن نعرف خط بارليف الذى بنته إسرائيل كأقوى خط تحصين دفاعى فى التاريخ العسكرى، وفكرته كانت من رئيس أركان حرب الجيش الإسرائيلى، حاييم بارليف، وشيدته إسرائيل كى يفصل سيناء عن مصر، ولم يكن هذا هو الهدف الوحيد، إنما كان هناك هدف أهم، وهو بث روح اليأس فى نفوس الجنود المصريين كلما نظروا إليه، كان «الخط» عبارة عن ساتر ترابى ضخم يرتفع إلى سبعة أدوار، أما عرضه فيمتد إلى أربعة أدوار، وعمقه يمتد إلى 12 كم فى سيناء، ويضم 22 موقعا دفاعيًا، و36 نقطة حصينة تم تحصين مبانيها بالأسمنت المسلح والكتل الخرسانية، وقضبان السكك الحديدة للوقاية من كل أنواع القصف، وبلغت تكلفته 5 مليارات دولار وقت إنشائه بعد نكسة يونيو 1967.
بنت إسرائيل «الخط» ولم يخطر على بال قادتها أبدًا أنه قابل للإزالة بتفكير يأتى من غيرها، أى من المصريين الذين يستهدف هذا الخط أمنهم، ولهذا ستبقى مسألة إزالته من الوجود دليل عبقرية المصرى، فالعبقرية لم تكن فى بنائه، إنما فى إزالته، فكيف تم ذلك؟.. غدًا نتابع.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة