دينا شرف الدين

التطاول على الرواد مرفوض

الأحد، 01 نوفمبر 2015 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عجبت لك يا زمن، ويا لها من دول تدور بها الأيام فتتبدل الأحوال من حالٍ إلى حال!!
فمنذ سنواتٍ معدودة لا تتعدى العشرين سنة. لم تكن هناك قنوات تليفزيونية نعلم عنها شيئا تبث برامجها من السعودية أو غيرها من الدول العربية المحيطة إلا القنوات الرسمية التى لا تنتج البرامج والمسلسلات والمسابقات وخاصة أعنى بهذا الكلام دول الخليج تحديداً.

أما وبعد أن حدثت بعض التغيرات التى قلبت الأوضاع رأساً على عقب وتدخل أصحاب المال والنفوذ لخوض السباق المرئى والمسموع، مستعينين شكلاً وموضوعاً وفنياً بالخبرات المصرية التى سبقتهم إلى الإبداع فى هذا الحقل بعقودٍ طويلة.

ولم يقتصر الأمر على الرغبة فى التقليد أو المنافسة الشريفة، بل إن الأمر قد تخطى كل ما هو مقبول وتجاوز حسن النوايا إلى نوعٍ جديد من الخصومة الضمنية والعمل الدائم على تكسير عظام القامات الكبيرة واغتيالها معنوياً لصالح المتسلقين الجدد !

فعلى سبيل المثال، ما انتهجته شركة روتانا من احتكار للمطربين المصريين بتوقيع عقود طويلة الأجل دون إنتاج أى شىء وبشرط جزائى مضلع يقع على المطرب الذى يحاول العمل فى مكان آخر، حيث تمت التضحية من قِبل المنتج بالمال دون إنتاج فعلى فى مقابل وقف حال وإزاحة مطربى مصر تحديداً !

أما عن الأعمال الدرامية التى تفوقت بها مصر على غيرها من بلدان المنطقة بفارق كبير، فقد رُسِمت المؤامرة وتم التجهيز لها بحرفية وسياسة طول النفس، حتى وصل الحال الآن إلى اشتراط المنتجين العرب الذين اقتحموا سوق الدراما المصرية ليحصدوا النجاحات التى سبقهم إليها كل من جاء إلى مصر طالباً فن أو شهرة، أن يكون البطل غير مصرى ليصعد على رؤوس وتاريخ نجوم الدراما المصرية أو على الأقل يشترط مشاركة البطولة والندية لمن لا وزن لهم ولا ثقل على حساب فنانى مصر !!

ما لا يعلمه الإخوة الأشقاء أن مخططاتهم لضرب الصناعة والاغتيالات المعنوية التى ينفذونها ضد مصر مرصودة ومعلومة منذ سنوات، ولكن لا توجد جهة رسمية فى الدولة بعد أن ضعفت مؤسساتها الإنتاجية وباتت لا تنتج شيئا يستطيع التصدى بقوة لمثل هذه المؤامرات، فبعد أن كانت جهات الدولة الرسمية مثل قطاع الإنتاج ومدينة الإنتاج الإعلامى وشركة صوت القاهرة هى الجهات الأساسية لإنتاج الغالبية العظمى من الأعمال الدرامية الكبيرة، تراجعت منذ اندلاع الثورة وما قبلها بسنواتٍ قليلة، حتى انتهى بها الأمر إلى مجرد متفرج لا يملك من أمره شيئاً، وبدأت رؤوس الأموال العربية تغزو بل تكاد تحتكر السوق المصرى بصُناعه وفنانيه الذين تم استبعادهم لصالح آخرين ممن يتنجمون يوماً بعد يوم على حساب من هم أحق وأصلح !

كل ما سبق ذكره فى كفة وما صدر مؤخراً عن قناة أم بى سى مصر التى تم تأسيسها لتبث من مصر وعلى اسمها، والعاملون بها للأسف مصريين باحثين عن المال العربى الوفير المتدفق بغض النظر عن ما وراء السطور !

شاهدت هذه الحلقة البائسة التى يقدمها المذيع المصرى الذى لا أعرف اسمه الحقيقى الشهير بسيد أبو حفيظة، والتى يتهكم فيها بخفته وإستظرافه المعتاد على التليفزيون المصرى، والتى قدم بها استطلاع رأى الجمهور فى الشارع عن نسبة مشاهدة قنوات التليفزيون المصرى والتى أكد على انعدامها، حيث صرح الجميع بعدم مشاهدته للتليفزيون المصرى !

كما راح يستهزئ بالمذيعين والمراسلين والمعلقين الرياضيين والبرامج وحتى المسلسلات الكبيرة العريقة التى تعد علامات بارزة فى تاريخ الدراما العربية !

عزيزى أبو حفيظة ومن معه من العاملين المصريين بالقناة السعودية التى تتمحك فى اسم مصر، لن تنفعكم الريالات السعودية ولن تزيدكم أفعالكم إلا خسارا !

فتليفزيون مصر الذى عليه تتهكمون ومنه تسخرون امتثالاً لأوامر ملاك القنوات التى تمنحكم الريالات، كان فى أوج عظمته وكان قبلة للمبدعين والباحثين عن فرصة للظهور من كل أنحاء الوطن العربى، حينما لم تكن هناك فى الأفق البعيد روتانا أو إم بى سى!

لذا فيا عزيزى الشهير بأبو حفيظة لك الفخر أن تكون مصرياً وياللأسف لم تنل شرف العمل يوماً فى تليفزيون بلدك .

ولكن إعلم ومن معك جيداً أن الأيام دول وأن العملاق سيظل عملاقاً وإن تعثر كثيراً، والأقزام سيظلون أقزاماً ولن تفلح أموالهم فى جعلهم عمالقة وإن كانت كثيرة .





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة