كرم جبر

سر العداء لبشار الأسد!

الأحد، 01 نوفمبر 2015 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الموقف العنيد لدول الخليج تجاه بشار الأسد، يجعلنى أتعاطف معه وأؤيده، وأتمنى انتصاره على الجماعات الإرهابية واستعادة سوريا القوية الموحدة، وسيبكم من فزاعة أنه قاتل شعبه، فكل الأطراف فى سوريا تقتل وتذبح ولا أستثنى منهم أحدا، ولا أقتنع بالمرة أن سر العداء يكمن فى أنه ديكتاتور، ويحرم شعبه من الحرية والديمقراطية، وأكبر دليل على أن حكاية الديكتاتورية تهمة زائفة، أن والده الرئيس حافظ الأسد كانت تربطه علاقات قوية ومتينة بحكام الخليج، رغم أنه كان أكثر عنفا وشراسة وصرامة من ابنه بشار، ولم يعاقبوه من أجل الديمقراطية، ولم يحشدوا ضده داعش والجماعات المسلحة والمعارضة المسماة بالمعتدلة، للتعجيل بنهايته وإسقاطه، وحدث الانقلاب الحاد فى العلاقات الودية بين الخليج والنظام السورى، لسبب معلوم وأسباب أخرى مجهولة، أما السبب المعلوم فهو اغتيال رفيق الحريرى، واتهام بشار الأسد بقتله، وتعثر المحاكمة الدولية التى استمرت سنوات.. ولكن هل يجوز معاقبة شعب بأكمله، على جريمة ارتكبها حاكمه؟

كان من الممكن أن تنتهى الأزمة منذ أكثر من ثلاث سنوات، ويتخلص الشعب السورى من العذاب والمعاناة، لكن العناد أفسد الخطة الرائعة المعروفة باسم «سلام كوفى عنان» فى فبراير 2012، وتحالفت كل الأطراف الفاعلة فى المستنقع السورى، لتعطيلها وتفخيخها، والإصرار على الدوران فى دوائر مفرغة، وخطة السلام الدولية لم تنص على أن الحل هو فقط إما هزيمة بشار وقتله أو استقالته ومحاكمته، وإنما قررت فرض وقف لإطلاق النار من جميع الأطراف، بشكل عاجل وفورى، ووقف العنف المسلح بكل أشكاله، والالتزام بالتعاون مع المبعوث الدولى، فى عملية سياسية تشمل كل الأطياف السورية، لتلبية التطلعات المشروعة للشعب السورى وتهدئة مخاوفه، بجانب إجراءات أخرى لتهيئة الأجواء، مثل تقديم المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة من القتال، وتكثيف وتيرة وحجم الإفراج عن الأشخاص المحتجزين تعسفيا، والتقديم الفورى دون تأخير عبر القنوات الملائمة لقائمة بكل الأماكن التى يجرى فيها احتجاز هؤلاء الأشخاص، واحترام حرية التجمع وحق التظاهر السلمى.

اتركوا مصير سوريا وبشار للشعب السورى، فلم يعد شبر فى الجسد العربى إلا ومثخن بالجراح.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة