كان الإمام أبو القاسم الجنيد، رضى الله عنه، من خير الرجال العباد الصادقين فى ما يعتقد، وقد عرف بقديم الطريق «أى التصوف» لصلاحه وحكمته. ولد عام 215 هجرية فى بغداد ونشأ بها لكنه فى الأصل من نهاوند.
كان، رضى الله عنه، فقيها على مذهب أبى ثور، صحب خاله السرى السقطى وصحب الحارث المحاسبى، قال الإمام الجنيد: «كنت وأنا ولد صغير ألعب بين يدى السرى السقطى ألعب وأنا ابن سبع سنين وكان معه جماعة يتكلمون فى الشكر، فقال، يا غلام ما الشكر؟ فقلت، أن لا تعصى الله بنعمة». وقد انتقد البعض استخدام الإمام الجنيد، رضى الله عنه، للمسبحة، فقد قال أحد المنتقدين له: «أنت مع شرفك تأخذ بيدك مسبحة؟» فقال: «طريق وصلت به إلى ربى لا أفارقه».
قال الجنيد: «التصوف هو صفاء المعاملة مع الله، سبحان وتعالى، وأصله العزوف عن الدنيا كما قال حارث، عزفت نفسى عن الدنيا فأسهرت ليلى وأظمأت نهارى».
وقال، رضى الله عنه: «الغفلة عن الله تعالى أشد من دخول النار».. هذا حال أهل المحبة الذين قد أدركوا بقلوبهم وبعقولهم عظمة وكمال وجمال الله، سبحانه، فهاموا حبا فى الله، سبحانه وتعالى، ويشق عليهم أن يغيبوا عن ربهم ولو برهة من الزمن وهم يعيشون حياتهم وهم فى شوق إلى يوم اللقاء.
وهذا الصنف من الرجال والنساء أدركوا من كلمات الله التامات ومن الأحاديث الشريفة رحمة الله، سبحانه وتعالى. وحبه لعباده وما أعده الله لهم عند اللقاء ففرحوا وازداد تعلقهم بربهم ولم يرضوا بغيره بديلا وهذا ما جعل الجنيد، رضى الله عنه، يقول: «من عرف الله لا يسر إلا به».
وأهل المحبة وأهل الوداد يحبون الله، سبحانه وتعالى، ورسوله، صلى الله عليه وسلم، ويحبون ما يحبه الله ويحبه سيدنا محمد، عليه أزكى تحية وسلام، ويجدون السعادة الطاغية والفرح والرضى فى ذلك، رضى الله عنهم أجمعين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة