د. سمير البهواشى يكتب: تعالوا نملأ قلوبنا بالآمال الكبار

الأربعاء، 11 نوفمبر 2015 12:06 م
د. سمير البهواشى يكتب: تعالوا نملأ قلوبنا بالآمال الكبار صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحلو للبعض الترحم على الماضى للدرجة التى قد يضيقون معها ذرعاً بالحاضر الذى يعيشونه، وبالتالى فإنهم يفوتون على أنفسهم الفرصة للاستمتاع باللحظة التى يحيون بالفعل فيها والابتكار لمستقبل أبنائهم، فاليوم كما يقولون هو أمس الغد فإذا استطاع المرء منا أن يحيا يومه على أفضل وجه وأنجز فيه إحدى حلقات حلمه، فإنه يكون قد ضمن سعادة غده وقطع شوطاً لتحقيق هدفه ولأن العمر كما هو معروف يتكون من حلقات الأولى منها تبدو أكثر سعادة وجمالاً وأقل عناءً، لأن الإنسان – طفلا كان أو صبياً – يكون خلالها غير مسئول حتى إذا بدأ فى التهيؤ لحمل المسئولية شاباً وشرع فى البدء بإنجاز مشروعه الخاص ضاق ذرعاً بحاضره وحن إلى ماضيه، لأن الحلقات الأولى فى تسلسل إنجاز أى شىء تكون أصعب مما يليها.

فإذا تطرق اليأس إلى قلوبنا من صعوبة البدايات فإن حماسنا للعمل يقل شيئا فشيئا وتثقل خطواتنا فنقعد عن مواصلة السير إلى الامام وننسى تماماً العمل من أجل رفاهة المستقبل وراحتنا فيه. ويؤكد علماء النفس على أن الإنسان لكى يستطيع أن يعيش حاضرا سعيداً ويخلق مستقبلا رغيدا عليه أن يغير من اتجاهه الذهنى وأول خطوة فى هذا الطريق هى أن يتعلم كيف يسيطر على أفكاره، لأن السعادة أو النجاح والنمو والازدهار لا يعتمد أى منها على العوامل الخارجية بل جل اعتمادها على داخلية النفس، وأفكار الإنسان فالسعادة أو النجاح ليسا ما نملكه ولا من نحن ولا أين نكون ولا ماذا نعمل وإنما هى رأينا فى كل ذلك ونظرتنا إليه!!

وإذا كنا فعلاً نريد أن نحقق ما نريد وما نرنو إليه فأنه يجب علينا أن نتخير أفكارا بناءة وإيجابية وأن نحصر أذهاننا فى الآمال الكبار التى نريد أن نحققها لا لنستفيد نحن فقط منها ولكن لتستفيد الإنسانية كلها من خلالها ثم نتقدم إليها مباشرة فلا نضيع لحظة واحدة من عمرنا فى التفكير فى خصومنا بل نتمنى على الله أن يعمهم خير مشاريعنا، ولا يجب أن نضيع الوقت فى النظر إلى الماضى إلا لأخذ العبرة والعظة فقط وألا نبكى ونولول أن صادفتنا بعض العتمة وبدلا من ذلك فلنضىء الشموع حتى نتحسس طريقنا ونتجاوز إلى النور وألا نخاف من الحاضر أو نتوجس من المستقبل، لأن النظام القائم على الخوف والجشع وعدم المسامحة وقلة الامتنان لا يستطيع أن يدعم الحياة، أن الأمل هو أساس الإنشاء والابتكار فى الشئون الإنسانية، والأشياء التى بنت عظمة الإنسان قد انبثقت من محاولة الحصول على الخير، لا من الكفاح ضد ما ظن الناس انه شر !! ومن بث النور بدلا من لعن الظلام وعدم مقابلة الشر بالشر ولا السيئة بالسيئة بل أن الدفع الصحيح للأشياء الضارة لا يكون إلا بأضدادها شريطة تقديم نوايا الخير والبناء والإحياء، ويجب أن نعلم علم اليقين اننا إذا أردنا أن نحقق أشياء عظيمة تدوم لنا فى الدنيا ويبقى أثرها لنا فى الآخرة وجب أن تكون من خلال أفكار خيّرة تستوحى آمالاً عظاماً مدعومة بشعور طيب تجاه كل خلق الله، فتعالوا نملأ قلوبنا اذن بالآمال الكبار ولنبدأ من الآن فى العمل لأن العمل هو نقطة البدء فى طريق السعادة.











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

نشات رشدي منصور

الامل يحتاج عمل

عدد الردود 0

بواسطة:

رضوي سمير

مصر هتبقي افضل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة