أكرم القصاص - علا الشافعي

زينب عبداللاه

رسالة من أم محمد للرئيس

الخميس، 12 نوفمبر 2015 08:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"إلحق نور عينيك ياريس ..بيطفوا نور عينيك..الأطفال بتموت كل يوم.. إلحقنا ياريس"..
كلمات صرخت بها والدة الطفل محمد إيهاب خطاب 12 عاما والذى صعقه عمود الكهرباء بالبحيرة ليسقط غريقا فى مياه الأمطار، التى ظلت لما يقرب من أسبوع فى شوارع البحيرة وراح ضحيتها ما يقرب من 25 شخصا بينهم 8 ماتوا صعقا بالكهرباء دون أن يهتم مسئولو الإدارة المحلية بشفطها ودون أن تكترث وزارة الكهرباء لتفصل الكهرباء عن أعمدة الإنارة رغم تعدد الوفيات بسببها .

انتشر الفيديو الذى يسجل لحظة وفاة الطفل ومحاولات الأهالى انتشال جثته فى مشهد يدمى القلوب، رغم أنه لم يكن الحالة الأولى وكان رابع حادث فى البحيرة للصعق بسبب أعمدة الإنارة وقبله العديد من الحالات فى الإسكندرية والتى رحل على إثرها الدكتور هانى المسيرى محافظ الإسكندرية عن منصبه بعد غرق الإسكندرية فى مياه الأمطار وتعدد حالات الوفيات بالصعق بأعمدة الكهرباء، ومنها صعق طفلين كانا بصحبة والدتهما ووفاة عامل بإحدى المقاهى حاول إنقاذهما.

لم يلتفت السادة المسئولون ولم ينتبهوا إلى خطورة هذه الأعمدة التى يخرج من أحشائها أسلاك الكهرباء لتقتل أطفالنا وتطفئ نور حياتهم وتدمى قلوب الأمهات، لم يردعهم أو يهز ضميرهم وفاة أطفال الإسكندرية والبحيرة صعقا بسبب إهمال تصريف المطر وعدم صيانة أعمدة الكهرباء أو فصلها فى أوقات الخطر، ولا نعرف ما هو العدد المطلوب من الضحايا والأطفال ليتحرك المسئولون لاتخاذ هذه الإجراءات البسيطة التى تحمى عشرات البسطاء الذين أزهقت أرواحهم بسبب الإهمال الذى يستحق مع تكراره الجزاء بتهمة القتل العمد .

ترك محافظ البحيرة ومسئولو الأحياء والكهرباء شوارع وبيوت أهالى القرى والنجوع غارقة فى مياه الأمطار حتى كتابة هذه السطور ، صرخ الأهالى لأيام واستنجدوا دون مجير بعد غرق أطفالهم وبيوتهم وأثاثهم وزرعهم ومواشيهم، وكانت حصيلة الخسائر تلف 55966 ألف فدان من القطن والبنجر والفول والبطاطس والخضار,و1503 أطنان قمح, و175 طن سكر,وتضرر 180 منزلا ونفوق 1509 رؤوس ماشية و38 ألف دجاجة.

وخلال وقوع هذه الخسائر اختفى المسئولون ومن خرج منهم ليتحدث إلى الإعلام كان يتسم ببرود مطلق لا يتفق مع فداحة الحدث، لينكر بعضهم ما رآه الناس رأى العين مؤكدا أن الصعق لم يحدث بسبب أعمدة الإنارة ووصل الأمر أن ينكر محافظ البحيرة وجود عمود إنارة من الأصل فى المكان الذى صعق فيه الطفل محمد ؟!

وفى مساء نفس اليوم الذى زار فيه المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء محافظة البحيرة ومعه لفيف من المسئولين بالمحافظة ومن بينهم المحافظ استنجد الأهالى على الهواء بالجيش لإنقاذهم بعد أن أغرقت المياه الطوابق الأرضية وجرفت العديد من الأطفال, وأكد المواطنون فى العديد من القرى والنجوع التى تستمر أزمتهم حتى الأن أنهم لم يروا مسئولا ولم يجدوا من يسمع استغاثاتهم وصرخاتهم بعد خراب بيوتهم وموت الأطفال وغرق الزرع والبيوت والماشية واستحالة حياتهم بعد غرق بيوتهم وكل أثاثهم.

لم يكن مطلوبا من رئيس الوزراء أن يزور المحافظة ولم تضف زيارته شيئا أو ترفع البلاء عن المواطنين أو تحرك المسئولين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أو تلافى الأخطاء المتكررة، فهذه الزيارات الاستعراضية لا تقدم ولا تؤخر، وليس مطلوبا من الرئيس أيضا أن يزور هذه المحافظات المنكوبة حتى يتحرك المسئولون مع زيارته وينامون بعدها ، المطلوب اختيار مسئول يعرف حجم مسئولياته ويمنع هذه الحوادث البدائية والمخجلة ويضع خططا لمنع تكرارها فى كل أنحاء محافظته، لا أن يكتفى بجولة مع الرئيس أو رئيس الحكومة فى بعض الاماكن بالمحافظة ثم يذهب لينام مرتاح الضمير ويترك الناس غرقى وقتلى ومفقودين.

حماية نور عينيك ياريس تحتاج اختيار مسئولين لا ينامون بينما يصعق الأطفال ويغرق الزرع ويصرخ الناس، تحتاج تدارك المصيبة قبل وقوعها وليس تكرار الأخطاء ونفس سيناريو الإهمال بشكل مستفز يدفع ثمنه عشرات الضحايا، يحتاج نظرة للبنية التحتية الأساسية التى تسبب إهمالها فى كل هذا الخراب الذى ذاق مرارته نور عينيك من الأطفال والبسطاء والأمهات والآباء الذين فقدوا أغلى ما يملكون، تحتاج ردعا للمهمل ونظاما يسير عليه كل مسئول ولا تحتاج زيارة شرفية لرئيس الحكومة أو حتى رئيس الجمهورية، فقط أن يعرف كل مسئول ما عليه وإذا لم يعرف فليرحل قبل سقوط ضحايا.

سيادة الرئيس صعق الأطفال وغرق الناس لأيام طويلة بسبب الإهمال لا يقل أهمية عن سقوط طائرة سياح، وقد يكون تأثيره على السياحة أكبر، فالسائح قد يهرب من زيارة بلد يمكن أن يموت فيه إذا سقطت الأمطار فى اللحظة التى يمر فيها بجوار عمود كهرباء أكثر من بلد تسقط فيها طائرة لأى سبب من الأسباب .








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة