أكرم القصاص - علا الشافعي

عمرو جاد

نصف عين.. ربع عقل

الخميس، 12 نوفمبر 2015 10:30 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نصيحة لكل نائب برلمانى: هل تتذكر تلك الصورة التى تخفيها فى دولابك حين ذهبت للفسحة مع أصدقائك فانكسرت قدمك؟ احرقها، هل ترى دفتر النتائج الشهرية الملىء بالدوائر الحمراء؟ مزقه، انسى كل الضرب الذى نلته من والدتك بسبب أخطائك الصبيانية التافهة، سألخص لك القول: ابحث عن كل ذكرياتك السيئة وضعها فى صرة، وادفنها فى أعمق مكان مظلم فى المحيط، ثم اجلس وتناول كوبا من العصير، فأنت لن ترتكب أية أخطاء جديدة.

البدايات الكبيرة تمنح صاحبها دائما ضمانات للاستمرار، وقدرة عالية على التنزه عن سفاسف الأمور ومحاربة المنطق، هذا البرلمان الجديد- للأسف- لم يبدأ كبيرا، وكانت معركتهم الكبيرة فى بدء النواب الجدد فى التنافس حول أيهما أكثر حماسا تبنى الدعوة الساذجة بمحو صورة رئيس مجلس الشعب فى زمن الإخوان، سعد الكتاتنى؟ لا نعرف أى شيطان رجيم صور لهم أن هذه الفكرة تخدم الوطن وتنصف التاريخ، من أخبركم بأن التاريخ مثلكم يتعامل بنصف مبدأ، ويرى بنصف عين ويقبل بنصف الحقيقة ويفكر بربع عقله، هل يرضى التاريخ فى ألمانيا أن تمحى فظائع هتلر رغم إشعاله لحرب التهمت أكثر من 50 مليون شخص، وهل فقدت اليابان عقلها، حينما أقامت معرضا تروى فيها مأساة ضحايا الانحطاط النووى الأمريكى فى هيروشيما وناجازاكى؟

المنطق يقول: إن التاريخ رصد محايد لما جرى، حتى وإن كتبه المنتصر، لكن أليس لهذا المنتصر قليل من العقل فيعرف أن ما يخفيه عن الناس، يعرفه كل الناس، فالإخوان فى ذروة انتشائهم بالنصر، وتولى السلطة بعد الحرمان ألمحوا إلى إمكانية محو مبارك، وآثاره من كتب التاريخ ومناهج الدراسة، ولو اهتموا بمحو آلام المصريين التى خلفها نظامه لكان خيرا لهم، ولو نفذوا نيتهم بطمس تاريخه، لما كنا رأينا صورة فتحى سرور المستقرة على يمين صورة الكتاتنى، لحسن الحظ كان قليل من العقل المتبقى حينها اعترض على هذا الأمر، فلو محا كل نظام منتصر تاريخ من سبقه، فأى شىء سنقدمه لأبنائنا؟ هل سنخبرهم بأن تاريخنا الذى يمتد لـ7 آلاف عام انتهى عند مقولة نسبت لسعد زغلول تلخص ما سيأتى بعده فى المستقبل.. «مفيش فايدة».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الدميري

شعب ذكي وبطبيعتو متدين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة