بدأت أمس الكتابة عن كتاب «عمر الشريف.. بطل أيامنا الحلوة»، للكاتبة والناقدة الفنية المتميزة ناهد صلاح، وأواصل.
يربط الكتاب قصة عمر الشريف مع قصة مصر فى زمنه، وتلتقط الكاتبة كل ما يخدم تصورها فى ذلك، فهو ديمترى جورج شلهوب، المولود فى الإسكندرية 10 إبريل عام 1932، وهو نفس العام الذى شهدت مصر أول فيلم ناطق «أولاد الذوات» بطولة يوسف وهبى، وأمينة رزق، وهو مع أول ظهور سينمائى له ببطولته لفيلم «صراع فى الوادى» كان بطلًا لفيلم يقدمه مخرجه يوسف شاهين، كانقلاب على الرومانسية القديمة فى السينما المصرية، وربما بداية مرحلة جديدة ارتبطت بالتغيير السياسى والاجتماعى فى مصر بعد ثورة 23 يوليو 1952.
هو صاحب التصريحات النارية ضد ثورة 23 يوليو، وقائدها جمال عبدالناصر، والمفارقة أن قدره كان أن تكتب له ثورة يوليو شهادة ميلاده بطلًا فى السينما المصرية الصاعدة، مع بداية عصر الثورة، وتعلن نجوميته المزدهرة بين جوانحها، وجاءت أفلامه معبرة عن آمالها وأحلامها واتجاهاتها، منذ أول أفلامه «صراع فى الوادى» الذى قدم خلاله شخصية ابن الفلاح الذى يقف فى مواجهة الباشا الطاغى، أو فيلم «أرض السلام»، إخراج كمال الشيخ، والذى قدم فيه شخصية أحمد الفدائى المصرى الذى يختفى داخل قرية مصر فلسطينية، وفى فيلم«فى بيتنا رجل»، إخراج هنرى بركات، يجسد شخصية الفدائى إبراهيم حمدى الذى كرس حياته من أجل الوطن، أو حتى دور الضابط فى فيلم «نهر الحب»، إخراج عز الدين ذوالفقار، والذى يستشهد فى حرب 1948، وغيرها من الأدوار التى قدمت نماذج خرجت من رحم التغيير الذى أحدثته ثورة يوليو فى المجتمع المصرى.
علاقة «الوطن» بـ«الذات» ثنائية يتميز الكتاب بالإمساك بها، وتتميز المؤلفة بقدرتها على جعلها لوحة واحدة تتآلف ألوانها، فحين نقرأ عن علاقة حبه وزواجه وطلاقه مع فاتن حمامة، وعلاقته مع ابنه طارق، وأحفاده، سنجدها جزءًا من هذه العلاقة، وحين نقرأ عن انغماسه فى كل ما يعينه على تحمل الغربة بعد أن أصبح «عالميًا»، سنجدها جزءًا من هذه العلاقة، فمن لندن إلى باريس، ومن مدريد إلى روما ونيويورك توجد كل وسائل إضاعة الوقت، إلا أنه حين يتحدث عن النساء اللاتى عرفهن فى الخارج، سنجد مدنه المفضلة فى الغرب جزءًا من هذه العلاقة، لكن فى النهاية يقودك الكتاب إلى أن هذا الرجل عاش حتى مرضه الأخير يبحث عن نفسه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
حب الوطن لا يعني كراهيه العالم