د. سمير البهواشى يكتب: التاريخ لا ينسى بمحو الصور

قرأت خبرا يفيد تضامن النواب الجدد مع حركة (ضد الإخوان) فى حملة رفع صورة الكتاتنى أو غيره ممن لا يرغبونهم من مجلس النواب، حتى لا يتذكرهم التاريخ، وأرى أنه من الأوقع والأكثر تأثيرا فى الذاكرة الجمعية للمصريين أن تترك صور من حكموهم فأثروا سلبا أو إيجابا فى خريطة بلدهم مكانها أيا كان هذا المكان مبنى أو ميدانا من الميادين فلا تمحى أو تشوّش، (لأن التاريخ كده أو كده لن ينسى) بل تكلف مجموعة من فنانينا العظماء إعادة رسمهم بما يجعل تعابير وجوههم تلخص فكرهم الذى حكموا من خلاله فيستشف كل من يراهم مستقبلا ما يريد التاريخ قوله عن شخصياتهم والتى كان لها بلا شك تأثير كما قلنا سلبا أو إيجابا، وكذلك فلنفعل مع صور كل من رحلوا عنا سواء بالوفاة أو العزل أو الخلع ممن حكموا مصر فأحبوها وعملوا لها أو حكموها فاعتبروها عزبة ضمن أملاك بنى عثمان فأهملوها وكادوا يبيعونها ولسان حالهم يقول (طز فى مصر – وبالتالى فى المصريين). وحتى يقرأ الأحفاد تاريخ الأجداد فيحفظونهم من ملامحهم وبالأضداد تتميز الأشياء فتترسّخ صورهم فى أذهانهم حبا لكل وطنى كريم وكراهة لكل لا منتمٍ كاره لتراب أرضه.