أكرم القصاص

كم «30 مليون» خدها الفساد وطار؟

السبت، 14 نوفمبر 2015 07:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ سنوات كنا نعرف أن شبكات الفساد لدينا عنكبوتية، تتصل ببعضها مثلما تتواصل شبكات الصرف، ومن البنية الأساسية نتعرف على أكبر أبواب النهب المنظم، وكل يوم تظهر ورقة جديدة فى أسباب غرق الإسكندرية بمياه الأمطار، آخرها ما كشفته تحقيقات النيابة عن تورط مسؤولين بالصرف الصحى فى الإسكندرية، فى توريد 7 طلمبات بـ30 مليون جنيه اتضح أنها فاسدة، يعنى بوضوح، المسؤولون بجهاز مياه الشرب والصرف الصحى التابع لوزارة الإسكان، بدلا من تطوير محطة الرفع سرقوا الفلوس ووضعوا طلمبات فاسدة وغير مطابقة.

يتوقع أن يظهر المزيد من المعلومات عن محطات أخرى وطلمبات أخرى وملايين تم إنفاقها على محطات أو أدوات أو أجهزة فاسدة، نحن فى بداية التحقيقات، ولا نعرف ما إذا كان ما جرى فى هذه الحالة بمحطة السيوف تكرر فى محطات أخرى، مع ملاحظة أننا نتحدث عن الإسكندرية، ومع الانتقال إلى مدن ومحافظات أخرى. كم «30 مليون» تمت سرقتها من المال العام، فى دولة أنفقت على البنية الأساسية أكثر مما أنفقت دول كبرى مثل أمريكا، وكانت هذه المقولة مشهودة على لسان محمد إبراهيم سليمان، وزير الإسكان والتعمير الأسبق فى عهد مبارك والحزب الوطنى، عندما وقف أمام مجلس الشعب ليقول بكل ثقة إننا أنفقنا على الصرف أكثر مما أنفقت أمريكا، ويومها تساءلنا: إذا كان ذلك كذلك، فمن المفروض أن يكون صرفنا أفضل من صرف أمريكا، أما أننا أنفقنا أو الشعب المصرى دفع خلال عقود بالفعل مئات المليارات، فهذا صحيح، لكن المال تسرب مع مياه المطر إلى جيوب موظفين ومسؤولين كبار استمتعوا بالمال العام، بينما يغرق المواطنون.

لو مددنا الخيط على آخره، وتابعنا المئات من محطات الصرف فى مدن ومحافظات بلدنا، وإذا كانت محطة واحدة سرق منها اللصوص 30 مليونا، فكم «30 مليون» أخرى؟ وكيف يمكن استعادة هذه الملايين التى نحتاج منها كل مليم؟ نحن نعرف أننا لسنا مجتمعا من الملائكة، والناس فيهم الطيب والفاسد، لكن الأمر فيما يخص الفساد ونسبته عندنا تجاوز كل حدود العقل، وإذا كانت هذه تراكمات سنين وعقود، علينا أن نبدأ الآن التوصل لطريقة توقف هذا الفساد المستمر.

من سنوات نتحدث عن الفساد من دون أن نجد طريقة للإمساك به ومحاصرته، نحن أمام حالات تتجاوز كونها أعمالا فردية لتمثل شبكات من الفساد تتصل ببعضها تماما مثل شبكات الصرف الصحى التحتية. وهى شبكات تحتاج إلى كشف تفاصيلها ولا نكتفى بالقول «خدها الفساد وطار». فهى تجيب عن سؤال: أين تذهب أموالنا كل مساء؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة