رحلة على متن قطار
لنذهب سويا فى رحلة على متن قطار ما وليكن قطار الصعيد، وبما أننا فقراء فلنركب القطار المميز - ولمن لا يعلم ما هو المميز فهو أسوأ قطارات الهيئة وبالطبع أرخصها مع أن الاسم يعكس غير ذلك - لنحاول معا رصد السلبيات التى سنراها بأعيننا، ولنبحث لها عن حلول بسيطة.
السلبيات والحلول
1- الشكل الجمالى
أولى السلبيات تتجلى لنا فى مشهد المحطات السيئ القبيح، أن الشكل الجمالى أحد عوامل الجذب لأى شركة تنافس على الركاب، ألم يسافر أحد المسئولين للخارج، ليرى كيف أن المحطات بالخارج عبارة عن متاحف مفتوحة بل إنها تجذب السائحين على سبيل المثال محطة جراند سنترال بنيويورك والجمال لا يتوقف على المحطات فقط بل على شكل القطار ذاته فقطاراتنا لا تحمل اى ملامح جمالية صار لها وجه قبيح عابس يحتاج إعادة نظر شاملة.
2-المواعيد
تعد مواعيد القطارات المصرية واحدة من الاسوأ على الإطلاق فلا يوجد قطار يصل فى الميعاد المحدد إلا نادرا أو الآن محطتك هى محطة إقلاع القطار، أن الالتزام بالمواعيد ينعكس على الإقبال وليس الإقبال فقط بل ينعكس على المرونة لدى الناس فى تقبل زيادة أسعار القطارات التى يدعى رؤساء الهيئة أنها السبب الرئيسى فى الخسائر الفادحة موخرا التى تجاوزت 12 مليار جنيه فى آخر 4 سنوات.
3-القضبان والفلنكات
حينما تنظر خارج القطار ترى القضبان غير المثبتة ملقاة على طول السكة والفلنكات المبعثرة بكل مكان ولا يوجد رادع لمن يسرقها، أصبح مال الدولة مباحا، بل صار ينادى على من ينهبه، لماذا لا تقوم إدارة الهيئة بجمع القضبان فى مخازن والتخلص من المستهلك والقديم وإضافة مليارات إلى دخل الهيئة لتقليل حجم الخسائر.
4- حرم القطار
تعرض حرم القطارات فى مصر للنهب والاعتداء من قبل المواطنين وبالطبع ليس الملوم هنا الشرطة وحدها بل اننا نلوم الهيئة فى تقصيرها فى حماية أملاك الشعب عن طريق الإهمال، على مدار الرحلة يمكنك أن تشاهد جراجات ومحلات، بل وملاعب كرة قدم صغيرة وصالات رياضية وبالطبع كل هذا يعتبر مصدر دخل كبير لأصحابه وإذا كانت الهيئة لا تستطيع إيقاف هذا الاعتداء على أملاكها فلتحسن استغلاله بحق الانتفاع ولمدة لا تزيد عن سنة واحدة لحين الحاجة لمشروعات توسعية فى المستقبل.
5- العمالة
تعانى الهيئة بالطبع كأغلب المصالح الحكومية من العمالة الزائدة والغير مدربة والتى تم تعينها بالواسطة من أبناء العاملين والتى تعد إهدارا للمال العام فى المقابل ومن الظواهر الغريبة وبالتحديد فى القطار المميز إلا وهو غياب الكمسرى فعلى سبيل المثال فى آخر رحلة لى ذهابا إلى أسيوط قادما من القاهرة لم يمر الكمسرى إلا بعدما تجاوزنا المنيا وبالطبع لم يدفع أحد طوال تلك المدة وفى رحلة العودة مر عندما وصلنا محافطة بنى سويف وبالطبع لم يدفع أحد أيضا طوال تلك المدة وكل الراكبين معى ادعوا أنهم للتو صاعدين إلى متن القطار والأمر لا يتوقف عند هذا الحد بل فإن الغالبية تقطع التذكرة على المحطة القريبة القادمة بغض النظر عن محطة وصوله على اعتبار أن الكمسرى لن يمر مرة أخرى وهو بالتأكيد ما يحدث فإنه لن يمر ثانية وإن مر فان الكمسرى دائما ما سيتغير وسيعيد الركاب الكرة مرة اخرى.
الخلاصة
هناك العشرات من ظواهر الإهمال والإهدار ولكننى فقط قمت بذكر الصارخ منها البسيط الذى لا يحتاج إلى خبراء لإيجاد الحلول. وأحب أن أذكر أخيرا شيئا جديرا بالذكر فإن البعض فى الهيئة يدعى تدنى الأجور فللعلم أن إجمالى العاملين حوالى 35 ألفا يحصلون على رواتب سنوية 2 مليار جنيه، ولو افترضنا التوزيع المتساوى، فإن مرتب الفرد يصل إلى حوالى 4760 جنيها شهريا وهو رقم كبير وبالطبع هذا لا يحدث فهناك تفاوت رهيب فى مرتبات العاملين وبالتالى فإن الحاجة ماسة الإعادة هيكلة الأجور ووضع حد أقصى وضمان العدالة فى ضوء الكفاءة والخبرة، ولا ننسى المخصصات الأخرى تحت البنود الواهية وغيرها من أشكال إهدار وسرقة المال العام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة