حقًا فإنه لا يشمت فى المصائب والملمات إلا اللئام ذوى النفوس المريضة، فالدم كله حرام وهذه الأرواح البريئة التى أزهقتها أيادى الغدر والخسة لم ولن تقتصر على ضحايا حادث فرنسا، لكنها إن استمر توغل وتوحش هؤلاء المجرمين ستُحصد يومًا بعد يوم أرواحًا كثيرة بريئة من هنا وهناك، فأيادى الخسة لا تفرق ولا تميز بين عربى وأعجمى، فالكل فاسق كافر ينبغى اجتثاث جذوره من على وجه الأرض !
اللهم لا شماتة فى مصائب الآخرين، فقد شعرنا بالحزن والأسى على ١٢٧ ضحية لغدر الإرهاب لا ذنب لهم ولا حول ولا قوة!
لكننا فقط نود التذكير بأن الإرهاب لا يفرق ولا يربت بيدٍ على أحد ويقتل باليد الأخرى غيره! فدينه ومذهبه العنف والدم والغدر .
فلم تمر على محنة مصر التى استبقت فيها الدول الغربية جميع نتائج التحقيقات فى حادث الطائرة الروسية، وأعلنت أنها عملية إرهابية وتضامنت جميعها معًا على توجيه ضربة قاسمة لمصر بإعلانهم سحب وإجلاء الرعايا وتعليق رحلات الطيران إلى شرم الشيخ وتحذير رعاياهم بل ومنعهم من السفر إلى مصر فى موقف غريب من نوعه فيه اتحاد ضمنى على خذلان مصر، هذا لمجرد احتمال تفجير الطائرة حيث أعلنت داعش كالعادة أنها وراء تفجير الطائرة !
هذا ولم تُبد الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية أى رغبة فى المساندة أو الدعم حتى المعنوى لمصر فى مواجهة العمليات الإرهابية، على اعتبار أن الإرهاب بعيدا عن أراضيهم وأنهم بمأمن منه !
فقد سمحت الدول الأوروبية وأمريكا لهذه الدبابير بالاستوطان والاستقرار والاحتماء بأراضيها بل والإغداق عليهم بكل وسائل الدعم والمساعدة، هذا للاستفادة من خبراتهم الإجرامية الدموية فى ضرب وزعزعة استقرار وأمن أوطانهم !
لعل الدول الغربية والدولة الأمريكية التى توجه الضربات التمويهية لتنظيم داعش منذ وقتٍ طويل دون أن يصاب التنظيم بأى أذى وكأنها ضربات تطبطب عليه دون أن تجرحه لضمان استمرار الزعزعة والانهيار فى المنطقة اللهم إلا بعد دخول روسيا فى اللعبة، وتوجيه عدة ضربات حقيقية للتنظيم أحرجت قوات التحالف المتراخية إحراجاً كبيراً وأظهرت عدم الجدية فى هذه الحرب التمثيلية على بؤر الإرهاب !
وكالعادة: فقد أعلن تنظيم داعش تبنيه لعملية باريس التى تضمنت سبع تفجيرات متزامنة، مثلما أعلن تبنيه لإسقاط الطائرة الروسية بمصر، وقد سارعت الدول الأوروبية باعتبار تصريحات التنظيم محل ثقة وتصديق دون أن تكتمل التحقيقات وبادرت برد الفعل المجحف دون إبداء أى مساندة أو دعم لمصر فى حربها على الإرهاب وكأنها تتربص وتتحين الفرصة لتتحد فى موقف واضح على كسر ظهورنا كلما انصلبت واستقامت !
هل ستتخذ الدول الغربية من حربها على الإرهاب مأخذ الجد؟ هل ستنتفض وتتأكد أن الخطر محيط بها وليس ببعيد بل إنه على أراضيها وفى حمايتها وتحت رعايتها؟
هل ستقف الدول الغربية بجانب مصر وقفة حقيقية لمواجهة الإرهاب الذى تطمئن قلوبهم باستمرار وجوده على أراضينا؟
نعم.. فمصر الدولة الوحيدة التى تواجه حربًا شرسة على الإرهاب بمفردها، لا تجد من يساندها ولا يقف بجانبها بل يتفرج الجميع ويشجب ويندد فقط !
وما يثير الدهشة تلك التصريحات المتناقضة التى خرجت عن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فقد صرح منذ أقل من شهرين أن الثلاث سنوات المحددة للقضاء على تنظيم داعش قد تطول عن ذلك، ثم عاد منذ يومين ليناقض تلك التصريحات بأن (أيام داعش أصبحت معدودة)! وبالطبع كانت هذه النغمة المختلفة بعد دخول روسيا فى اللعبة واتساع دائرة الصراع بين الدول الكبرى التى تحارب بعضها البعض ضمنيًا على أراضينا عابثة بمقدراتنا، لا يهتز لها طرف فيما ينالنا وشعوبنا من خراب ودمار، فأصبحت المنطقة مسرحًا لاستعراض العضلات دون قضاء فعلى على هذه التنظيمات المتطرفة، وبالتالى فنحن من نسدد فواتير الدمار والضربات الاستعراضية الفارغة !
نهاية: مصر الدولة الوحيدة التى تحارب الإرهاب بمفردها دون دعم أو مساندة من أحد، وبفضل الله موفقة منصورة على نبت الشياطين الذى تكاثر على أراضيها، فهل تقرر الدول الغربية الانضمام والمشاركة الحقيقية غير الاستعراضية للقضاء على الإرهاب واجتثاثه من جذوره الخبيثة وقصقصة فروعه التى تكاثرت وأنبتت على أراضى الغرب وتحت رعايتهم وأمنهم؟؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة