أحمد أيوب

السياحة محتاجة "نفخ مش شفط"

الإثنين، 16 نوفمبر 2015 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أننا نحتاج العودة إلى الزمارة الصينى أو "ميد إن بير السلم"، التى كنا نستمتع بها صغارا، كى نتعلم أن النفخ وليس الشفط هو الذى يحدث الصوت، الشفط كما تعلمنا من هذه الزمارة لا يحدث إلا صوت "مسرسع" لا قيمة له ولا تأثير، أما النفخ فهو الذى يحدث الصوت المطلوب.

فى العسكرية يفضلون وصف الزمارة بـ"آلات النفخ"، لأنها تعتمد على النفخ وليس الشفط، وكلما كان النفس قويا وطويلا وامتلك صاحبه المهارة والقدرة على التحكم والتوجيه، كلما كان صوت الزمارة شجيا وممتعا ومؤثرا.

فى أزمتنا السياحية نحتاج النفخ للخارج، وليس الشفط للداخل، فمهما تحدثنا داخليا وعملنا مبادرات وخفضنا أسعارا للمصريين وقلنا ساندوا بلدكم وروحوا شرم فلن نحقق شيئا.. رجال السياحة أنفسهم يعترفون أن السياحة الداخلية مهما شفطنا منها لن تزيد مساهمتها عن 15 فى المائة، وياريتها نافعة، فالسائح الداخلى واقف على الفنادق بخسارة بسبب السلوكيات الفندقية التى لم يتعلمها الكثيرون منا، الفنادق لها أصول لا يعرفها إلا محترفو السياحة، واحنا شعب مش سايح.

الحل، كما يجمع الخبراء، أن ننفخ فى الخارج، وأن نسمع العالم صوتنا وأن نقدم أنفسنا من جديد بأصوات شجية وواعية، طبعا لا أقصد الاستعانة بمطربين، وإنما أقصد سفراء السياحة المصرية فى الخارج، من يتحدثون باسم مصر ومناطقها السياحية، احنا محتاجين نروح للعالم ولا ننتظر أن يأتى إلينا، محتاجين نخطب ود الزبائن فى كل العالم، صوت الزمارة السياحية المصرية لابد أن يصل إلى العالم كله، وكفاية استسهال البعض واكتفائهم بدول بعينها بحجة أنها تصدر لمصر أكبر نسبة من السياح.

الجيش علمنا من زمان أن الأمن القومى يقتضى ألا نضع أنفسنا تحت رحمة أى دولة ولو كانت صديقة، ففى السياسة لا صداقة دائمة ولا عداوة مستمرة، والسياحة أمن قومى، ربما لا تقل أهمية عن القوات المسلحة، وإن اختلفت الطبيعة، فالسياحة فاتحة بيوت خمسة ملايين أسرة فى مصر، وبطالة هؤلاء تنذر بكارثة، وكما نوعنا فى مصادر التسليح لجيشنا حتى لا نكون تحت رحمة وسيطرة دولة واحدة، مطلوب أن نبدأ تنويع مصادر التسييح فى مصر، فصداقتنا بروسيا لا تعنى أن نضع شرم الشيخ رهينة تحت يدها، وإنما نحتاج أن نمد أيدينا ويصل صوتنا إلى دول أخرى من الهند للسند، وبلاد الله واسعة والرزق لا وطن له، ولنعلم أن مصر بقدراتها الأثرية وشواطئها الممتدة وشمسها الساطعة قادرة على سحر أى زائر من الشرق أو الغرب، فقط نحتاج أن نسعى فى الأرض، وبالتأكيد سنجد من بين السبع مليارات بنى آدم عشرين مليون نفسهم يزوروا مصر لكنهم لا يجدون من يخاطبهم.













مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة