«أكلم مين لما أحب أخاطب الشعب المصرى؟»
من الآخر، تستطيع حضرتك إذا أردت مخاطبة الشعب المصرى أن تدخل مباشرة إلى «الفيس بوك»، لا تذهب إلى مصر الجديدة، حيث الاتحادية، ولا إلى شارع قصر العينى، حيث مجلس الوزراء، ولا إلى ماسبيرو، حيث نايل كوميدى، فأم الدنيا يحكمها حاليًا الموقع الأزرق الشهير، وقراراته الحاسمة تستطيع بجرة «ماوس» أن تمحو قرارات الجهات السيادية سالفة الذكر.
الحكاية قديمة وليست جديدة، «الفيس بوك» أشعل الثورة المغدورة فى 2011، ثم «لبد» فى الذرة، ثم أشعل 30 يونيو، ثم «لبد» فى الذرة، ثم ها هو يعود بعد «اللبدة» الأخيرة بفرمانات شديدة اللهجة وواجبة التنفيذ.
وخذ عندك على سبيل المثال لا «الحصر»:
أولها: الإطاحة بريهام سعيد من عالم الإعلام: أخطأت مذيعة «صبايا الخير» حين شهّرت بفتاة المول، ضحية التحرش، وكان من الممكن أن يمر الخطأ ككل الأخطاء فى مصر المحروسة، لكن خلال 48 ساعة انقلبت الدنيا، وطارت «ريهام» بتوقيع «الفيس بوك» الذى صار أقوى من أحكام القضاء.
ثانيها: الإفراج عن حسام بهجت رغم قرار النيابة: تم القبض على «الناشط» ثم اشتعلت مواقع التواصل، ثم أعرب بان كى مون عن قلقه، ثم تم الإفراج عنه قبل قضائه الأيام الأربعة على ذمة التحقيق، دون إبداء أسباب.. ولكن من يحتاج إلى إبداء الأسباب، «هى مش باينة؟».
ثالثها: اللعب مع صلاح دياب: فجأة يتم القبض على رجل الأعمال صلاح دياب ونجله، ويتم الحكم عليهما بحظر التصرف فى أموالهما، وفجأة تشتعل المواقع كالعادة، وفجأة ترجع الدولة فى كلامها، فيتم الإفراج عنهما، وتسمح لهما بالتصرف فى الأموال وعليها «بوسة».
رابعها: التضحية بالمفضوحين من ضباط الشرطة: ليس هناك أسهل من صورة بكاميرا الموبايل لضابط فاسد مع سيارته التى لا تحمل لوحات معدنية، أو وهو يعتدى على مواطن ونشرهها على «الفيس بوك»، لتضحى به الوزارة ككبش فداء، ليس لأنه فاسد، ولكن لأنه «مفضوح».
خامسها: خروج أيمن لدفن أبيه: أيمن على موسى، طالب الجامعة البريطانية، مسجون فى سجن وادى النطرون على ذمة قضية مظاهرة فى 6 أكتوبر، ومات أبوه، فقررت مواقع التواصل الحكم بخروجه لحضور عزاء والده، وحولت قرار «الفيس بوك» إلى الداخلية التى «صدقت» على القرار.
الأمثلة كثيرة، و«الفيس بوك» يقرر، والدولة بكاملها تنفذ القرار، وربنا يستر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة