تنظيم الدولة هاجم فرنسا والبنتاجون قصف القاعدة
العلاقة بين أمريكا وتنظيم داعش محيرة ومثيرة للأسئلة. وتبدو لغزا تتردد حوله الأسئلة من دون إجابات واضحة. لعل أهم الأسئلة: هل الولايات المتحدة جادة فعلا فى محاربة تنظيم داعش؟، وإذا كان ذلك كذلك فلماذا تبدو الضربات المستمرة من شهور ضد القاعدة بلا فاعلية، وتبدو الولايات المتحدة بلا معلومات عن التنظيم؟، أو أن هذه المعلومات لا تستخدم تماما حيث لا تبدى أمريكا رغبة فى القضاء على داعش، مع أننا نسمع كثيرا تصريحات من الرئيس الأمريكى بالحرب على الإرهاب فهل داعش تختلف عن الإرهاب؟.
ثم أن الرئيس الأمريكى أوباما خرج على العالم بعد الهجمات الإرهابية فى فرنسا ليعلن أن الإرهاب سوف يهزم، أوباما تحدث حتى قبل أن يتحدث الرئيس الفرنسى. لكن بقى الأمر مجرد حديث رائع ضد الإرهاب. وكان التوقع أن تبدأ التحركات الأمريكية ويتم الدعوة لاجتماع للقيادات المتحالفة ضد داعش وتبدأ الحرب التى لا هوادة فيها للقضاء على الإرهاب. لكن فجأة أعلنت الولايات المتحدة أنها شنت غارة جوية على مواقع تنظيم القاعدة فى ليبيا وقتلت أحد كبار زعماء التنظيم. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الجيش وجه ضربة فى إطار «مكافحة الإرهاب» استهدفت أحد المتطرفين على صلة بتنظيم القاعدة فى ليبيا. وأعلنت الحكومة الليبية المؤقتة مقتل القيادى فى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامى، مختار بلمختار، فى الغارة. ولا أحد يعرف ما هو الهدف من القصف المفاجئ، وهل هو ضربة واحدة أم أنها جزء من حملات أو حرب منظمة وواضحة. خاصة أن الغارة تم شنها على تنظيم القاعدة، الذى تراجعت عنه الأضواء لصالح داعش، ثم أن القاعدة وداعش يكفران بعضهما ويشنان حربا من أجل النفوذ فى ليبيا.
وفى وقت كان الهجوم من داعش ضربت أمريكا القاعدة، ولا مانع فكله إرهاب لكن داعش تبدو الأكثر قوة وتنظيما. أمريكا نفت أن تكون هناك علاقة بين ضرباتها لليبيا وما جرى فى فرنسا. وقالت الجهات الرسمية إن العملية مخطط لها قبل هجمات فرنسا. ربما لأن الولايات المتحدة ترد على انتقادات متوقعة أن أمريكا تترك داعش وتهاجم القاعدة.
ثم إنه إذا كانت أمريكا جادة بالفعل فى مواجهة الإرهاب فى ليبيا، فكان المفترض أن تدفع نحو تلبية مطالب حكومة وبرلمان يطالبان برفع حظر الأسلحة عن الجيش الليبى، وهو حظر لطرف واحد، لأن باقى الميليشيات والتنظيمات من داعش للقاعدة تتلقى السلاح والدعم من دول وجهات وبانتظام، وهى معلومات يفترض أن الولايات المتحدة تعرفها ومع هذا لا تتحرك لمنعها، بينما تواصل منع السلاح للجيش الليبيى.
كل هذه الأمر تجعل العلاقة الأمريكية مع داعش مثيرة للأسئلة، بدءا من كونها لا تبدى جدية فى مواجهة التنظيم فى سوريا، لو لكونها تحارب القاعدة فى ليبيا وتترك داعش. وهناك تقارير تشير إلى مرات كثيرة تم إسقاط اسلحة على داعش، وردت أمريكا بأن هذا تم على سبيل الخطأ. أو فيديوهات لطائرة أباتشى تسير فوق تجمع سيارات لداعش من دون أن تقصفها وتبدو كأنها تحرسها.
بالطبع يمكن أن تكون هذه التقارير دعايات مضادة من خصوم أمريكا لكن ما يصعب تفهمه هو كون الولايات المتحدة تعجز حتى الآن عن تحقيق أى أذى لداعش أو التنظيمات الإرهابية مثل جبهة النصرة الممثلة للقاعدة فى سوريا والعراق. فهل أمريكا تقصد داعش ضمن الإرهاب أم تكتفى بذكر الإرهاب وتضرب القاعدة.