"كوهين ينعى ولده ويصلح ساعات" على طريقة هذه الحكاية تعامل عدد من المشاركين فى "مؤتمر تجديد الخطاب الدينى" الذى عقد بالأقصر فى اليومين السابقين، حيث جاء ضمن التوصيات النهائية للمؤتمر ما قال الدكتور طه أبو كريشة "يجب التوسع فى مجال ثقافة الطفل بأعمال هادفة، مثل مجلة "الفردوس" التى تصدر عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ومجلة "نور" التى صدرت أخيرًا عن الرابطة العالمية لخريجى الأزهر الشريف".. والسؤال: هل سمع أحدكم عن مجلتى "الفردوس ونور"؟!.
فى البداية
نوضح أن مجلة الفردوس ظهر عددها الأول فى سبتمبر 2014 عن وزارة الأوقاف، ورغم مرور أكثر من سنة على صدورها فلم أجد أية أخبار أو تغطية تتناول غير العدد الأول، ولم ألحظ أى تأثير يذكر لها فى الشارع لذا لا يمكن أن نعتبرها نموذجا لمجلات الأطفال إلا إذا تعلق بها الأطفال وسعوا إليها مثل المجلات الشهيرة التى كان يقرأها الأطفال مثل سمير والمسلم الصغير.
والعجيب فى الأمر أنه اتخذ مجلة "نور" نموذجا مع أن عددها الأول صدر يوم 3 نوفمبر 2015، وربما لم تصل بعد إلى أماكن توزيعها، لذا لا يمكن الحكم عليها فالعدد الأول بالطبع غير كافٍ لأن يقود حركة ثقافية للأطفال.
النقطة الثانية
هى أن التوصيات التى خرج بها المؤتمر معروفة جدا ومكررة فى كل وسائل الإعلام ليل نهار، وهى أسباب حقيقية لكن كان يجب على المؤتمر بداية أن يحدد ما المقصود بـ"تجديد الخطاب الدينى" فالمصطلح نفسه يمثل مشكلة لدى عدد كبير من المتخصصين فما بالك بغير المتخصصين الذين يعتبرون تجديد الخطاب الدينى نوعا من التدخل فى الدين نفسه.
النقطة الثالثة..
وهى سؤال، هل عُقد هذا المؤتمر لأن الرئيس السيسى تحدث عن وجوب تجديد الخطاب الدينى، أم أن المشاركين مقتنعون فى داخلهم على وجوب هذه تناول هذا الأمر وبالتالى تملأهم العزيمة لتحقيقه، والإجابة عن هذا السؤال ستتضح فى الأيام القادمة، فالمؤتمر توصل لسبع توصيات يرى أنه من خلال تطبيقها يكون قد بدأ فى تجديد الخطاب الدينى، هناك أشياء بدأت بالفعل مثل الخطبة الموحدة وغلق الزوايا، لكن ما زال هناك الأخطر مثل التحصين المبكر للأطفال والناشئة، وتعميق جسور التواصل والتعاون بين الأزهر الأوقاف، والتربية والتعليم، والتعليم العالى، والثقافة، والشباب والرياضة، ودار الإفتاء المصرية، والمؤسسات الإسلامية الوسطية بالدول العربية والإسلامية فلو بدأ تطبيق هذه النقطة وأنتجت شيئا ما يصل بنا لبداية جديدة فى "الخطاب الدينى" فقد أحسنوا وإن لم يفعلوا فقد ضاعت النقود التى أنفقت على المؤتمر هدرا.
النقطة الرابعة
، سقط المؤتمر وهو يملى توصياته فى الجمل البلاغية الكبيرة حيث قال الدكتور "أبو كريشة" "وأوصى ويقصد المؤتمر بالعمل على تحقيق الاجتهاد الجمعى الذى يدعى إليه كبار علماء المسلمين ممن يحملون هموم العالم، ويعملون على حلّ مشكلاته، لينظروا غير هيابين ولا وجلين فى القضايا المشكلة والعالقة، وهنا لا تملك سوى أن تتوقف أمام مفهوم "العالم" كيف لرجل أن يحمل هموم العالم فى مجتمع غير قادر على حل مشكلات نفسه، ليس الوقوف أمام هذه النقطة من باب "السخرية" لكن معروف جدا أن اللغة المحددة تعطى نتائج محددة أيضا.
النقطة الخامسة.
. فى التوصيات لم يرد ذكر لتجديد الخطاب الذى يجب أن يتعلق بـ"المرأة" إلا فى نقطة واحدة عندما أرجع كل قضايا الإسلام للعلماء الذين يحملون هموم العالم إذ قال أنهم سينهون المشكلات المتعلقة بأمور الاجتماع وأولها قضايا المرأة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة